يتغزلون في فوائد السفر كثيرا، لكنني أزعم أن جمال السفر في الصحبة، فهي التي إما تزيده روعة ومتعة، أو تحيله إلى ضيقة صدر ونكد. ولهذا أحرص على الجولات السياحية التي تنظمها مجلة سواح برعاية وزارة السياحة المصرية، ومجموعة الفنادق المميزة عالميا لحسن اختيار الرفقة من الإعلاميين الذين يضفون جمالا على جمال الرحلة. استوقفتني خلال رحلتنا الأخيرة إلى أسوانوالأقصر والعين السخنة، مواقف وصور شتى بعضها مرتبط بالإنسان وبعضها بالتاريخ، ولعل أبرز تلك الوجوه المضيئة اللواء الدكتور سمير فرج محافظ الأقصر، وعندما نقول الأقصر، فإننا نتحدث عن بقعة تحتضن أرضها أكثر الآثار المصرية، التي كان بعضها داخل النطاق السكني تربض عليه مساكن ومحلات وشوارع من عشرات السنين، لذلك كان لا بد من قرار حاسم يراعي مصلحة مصر، ولا يتسبب في صدام مع المواطنين. ما الذي فعله المحافظ لإنجاز مشروعه الوطني؟ قال لنا، وهو يستقبلنا بلباس يعكس تواضعه إنه وضع استراتيجية محددة الأهداف، ولم يعلنها دفعة واحدة، بل نفذها على مراحل تحاشيا لغضبة من ينظرون إلى الأمر نظرة مصلحية ضيقة. وكان يقول عن كل مرحلة إنها الأخيرة، وبعد تمامها وتذوق الأهالي الفائدة التي تعود على الأقصر جراءها ينتقل للتي تليها، وهذه وربي ذروة الحكمة. أذكر أنني سألته عن مدى استجابة بقية الأجهزة، خصوصا الأمنية لإنجاز استراتيجيته، فقال باعتزاز وثقة: إنه يضطر أحيانا للاستنجاد بسيادة الرئيس، أو رئيس الوزراء حتى لا يتعثر المشروع الوطني، وهو كذلك فعلا، فكل كشف أثرى يوازي اكتشاف بئر نفط جديدة، مع ميزة للآثار لأنها ثروة لا تنضب كما النفط. في العين السخنة، التقينا مدير عام الفندق في أكبر منتجع سياحي ولفتني إلى أن مثل هذا الموقع بلا خصوصية تغري بارتياده رغم قربه من قناة السويس، وهي منجز للإنسان المصري يوازي الأهرامات، فاقترحت عليه استثمار هذه الميزة عبر تنظيم رحلات منتظمة للقناه تحكي تاريخ وقيمة ذلك المنجز المصري، وتكون الطعم المنطقي لجذب السائح، ويبدو أنه تحمس كثيرا لهذه الفكرة. كثيرة هي الصور التي تستحق الإشارة والتعليق، لكن يبقى حديث وكيل وزارة السياحة وبرفقته مساعده محمد أمين عن الخطط المستقبلية لوزارة السياحة، بدءا من المطارات، وانتهاء بأدق التفاصيل، مؤشرا إيجابيا للمقبل من الطموح والإنجاز وبه نختم، ونحن نردد بحب «تحيا مصر». [email protected]