أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية الهندي شاشي ثارور، على الأهمية القصوى التي تكتسبها زيارة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، إلى الهند اليوم؛ باعتبارها تأتي في أعقاب زيارة مهمة سجلها رئيس الوزراء الهندي مان موهان سنج إلى المملكة في شهر فبراير الماضي، جرى خلالها التوقيع على إعلان الرياض، الذي ساهم في توسيع الشراكة الاستراتيجية بين الرياض ونيودلهي. وأفاد ثارور في حوار مع «عكاظ» أن المملكة والهند قررتا زيادة التعاون الثنائي القائم على دعم وتعزيز الشراكة الاستراتيجية، التي تشمل الأمن والمجالات السياسية، الاقتصادية، الاستثمارية، الثقافية والتعليمية، من خلال إعلان الرياض الذي صدر في نهاية زيارة رئيس الوزراء الهندي مام موهان سنج في فبراير. وأوضح أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، يملك رؤى إيجابية حيال تعميق العلاقات مع نيودلهي، كما أنه، كان ولا يزال، حريصا على استقرار وأمن منطقة جنوب آسيا. ويلعب دورا فاعلا في تعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، إلى جانب مبادراته السلمية ليس فقط في المحيط الإقليمي والعربي والآسيوي، بل في العالم. وأكد أن التقارب السعودي الهندي، سيكون لمصلحة استقرار منطقة جنوب آسيا، ودعم أمن وسلام منطقة الشرق الأوسط. وأقر أن زيارة الأمير سلمان بن عبد العزيز ستمثل فرصة لإعطاء دفعة لإعلان الرياض وبلورة أفكار هادفة لمزيد من التعاون البناء والمثمر بين البلدين، مؤكدا أن نيودلهي تتمتع بعلاقة وثيقة وودية وأخوية مع المملكة. وهذه العلاقات ليست وليدة اليوم، إنما تعود لأزمان قديمة ولها جذور ضاربة في التاريخ. وتابع أن الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للهند في 2006م، وزيارة رئيس الوزراء مانموهان سينغ للمملكة في شهر فبراير، دشنتا حقبة جديدة في الشراكة الاستراتيجية السعودية الهندية، التي تنسجم مع الحقائق المتغيرة، واغتنام الفرص المتاحة في القرن ال21 للدخول في وشائج بناءة مع المملكة. وزاد: أن هناك ارتياحا هنديا كبيرا للنمو المضطرد الذي شهدته العلاقات السعودية- الهندية منذ توقيع إعلان الرياض، مشيرا إلى أن الارتقاء بالعلاقات لمستوى الشراكة الاستراتيجية لتشمل المجالات كافة سيعطي فرصة للانطلاق نحو آفاق أوسع وأكثر تنوعا وثراء. وأكد الوزير أن البلدين حريصان على المشاركة في تطوير اقتصاداتهما ليصبحا قائمين على المعرفة والتكامل، استنادا إلى التقدم الحاصل في مجالات تقنية المعلومات. وركز على أهمية تنمية شراكة اقتصادية ذات قاعدة عريضة تعكس التحول المستمر في توجهات البلدين، وما يحققه هذا التحول من تغييرات في النظام الاقتصادي العالمي، بما في ذلك التنسيق المستمر في إطار مجموعة ال20. وشدد ثارور على أهمية تجذير التعاون في مجال الطاقة القائمة على التكامل والاعتماد المتبادل بما في ذلك تلبية احتياجات الهند المتصاعدة من إمدادات البترول الخام وتحديد وتنفيذ مشاريع للتعاون، متضمنة تلك المتعلقة بمجالات الطاقة الجديدة والمتجددة. وحول الجهود التي بذلتها بلاده لمكافحة الإرهاب، أوضح أن نيودلهي ستستمر في محاربة الإرهاب في جميع أشكاله ومظاهره وألوانه، معترفا أن هذه الآفة أصبحت تشكل تهديدا خطيرا لأمن المنطقة، مطالبا الباكستان بضرورة اجتثاث الإرهاب، لأنه يمثل خطرا على أمن واستقرار الهند. وحول إمكانية وساطة المملكة بين بلاده والباكستان، أفاد أن الرياض حريصة على أن تكون هناك علاقات إيجابية بين البلدين، بيد أنه أشار إلى أن الهند ترغب أن تكون المباحثات مباشرة مع إسلام أباد بمعزل عن طرف ثالث، فضلا عن أن القوانين في الهند لا تسمح بدخول طرف ثالث في الحوار مع الباكستان. وعن إمكانية الحوار الجاد والمثمر مع الجارة باكستان، قال ثارور: «نحن حريصون على الحوار البناء، ولكن يجب أن يحظى ملف الإرهاب بالأولوية على أجندة الحوار مع إسلام أباد، إذ إن الإرهاب المقبل عبر الحدود يمثل تهديدا للأمن الهندي، ولا يمكن السكوت عليه». زاعما أن هناك بنية إرهابية تحتية في الباكستان تدعمها منظمات إرهابية، وأن على إسلام أباد اجتثاث الجذور، وإثبات حسن نيتها في التعامل الجاد مع آفة الإرهاب. ونوه وزير الدولة للشؤون الخارجية بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين مختلف الديانات والمعتقدات والتسامح، بوصفها سبيلا للانسجام الديني والإخاء، بغض النظر عن العقيدة أو الخلفية العرقية، مؤكدا إدانة بلاده لظاهرة العنف والتطرف اللتين تعتبران عالميتين وتهددان جميع المجتمعات، ولا ترتبطان بجنس أو لون أو معتقد. وقال إن على المجتمع الدولي العمل بجدية وإرادة لمكافحة الإرهاب، مؤكدا حرص الرياض ونيودلهي إزاء تكثيف تعاونهما في مجال تبادل المعلومات بشأن النشاطات الإرهابية، غسل الأموال، المخدرات، الأسلحة وتطوير استراتيجية مشتركة لتغييب هذه التهديدات. ورحب بتوقيع البلدين على اتفاقية تسليم المطلوبين واتفاقية نقل المحكوم عليهم خلال زيارة رئيس الوزراء الهندي إلى المملكة. وأوضح أن نيودلهي تدعم إحلال السلام؛ طبقا لقرارات مجلس الأمن 242 و338 ومبادرة السلام العربية؛ بغية الوصول إلى حل الدولتين الهادف إلى إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة ومستقلة متحدة وقابلة للحياة؛ وفقا لحل الدولتين. وأعرب عن امتنانه وتقديره للجهود المميزة والخدمات التي تقدمها السلطات السعودية لأداء شعائر الحج والعمرة للحجاج الهنود، مؤكدا أن المملكة تعمل كل ما في وسعها لإنجاح موسم الحج وتسخير كل إمكانياتها لتسهيل أداء الحجاج لمناسكهم.