تستقبل العاصمة الهندية اليوم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، الذي يقوم بزيارة رسمية للهند تستغرق أربعة أيام، بناء على دعوة من نائب الريس الهندي محمد حامد أنصاري، الذي عمل سفيرا لبلاده لدى الرياض لفترة أربع سنوات حتى عام 1995. وسيجري الأمير سلمان خلال زيارته مباحثات مع الرئيسة الهندية براتيبها باتيل؛ تتعلق بسبل تعزيز وتعميق العلاقات الثنائية، إعطاء دفعة للشراكة الاستراتيجية، مناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك والتطورات على الساحات الإقليمية والعربية والدولية. وسينقل خلال لقائه مع الرئيسة الهندية في مقر الرئاسة غدا، تحيات وتقدير خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده، كما سيبحث مع نائب الرئيس محمد حامد أنصاري غدا، ملفات توثيق وتنمية العلاقات في جميع مظاهرها، فضلا عن العمل على الارتقاء بمساراتها. وذكرت مصادر في مكتب نائب الرئيس الهندي ل«عكاظ»، أن زيارة الأمير سلمان بن عبد العزيز التي تأتي تلبية لدعوة من نائب الرئيس محمد حامد أنصاري، تمثل فرصة لتعزيز الشراكة الاستراتيجية التي حرصت القيادتان في البلدين على تعزيزها وتقويتها، مشيرة إلى أن أنصاري يتطلع إلى لقاء الأمير سلمان الذي تربطه به علاقات حميمة. وسيقيم نائب الرئيس حفل استقبال كبيرا على شرف أمير منطقة الرياض والوفد المرافق له مساء غد، يحضره عدد من الوزراء في الحكومة الهندية والسفراء المعتمدين في العاصمة نيودلهي، وأعدت الحكومة الهندية برنامجا حافلا لزيارة الأمير سلمان الذي سيستقبل في مقر إقامته في نيودلهي وزير الخارجية الهندي إم كريشنا. وسيشرف حفل الغداء الذي ستقيمه الغرف التجارية الصناعية التجارية الهندية. وسيزور الأمير سلمان المدرسة السعودية في العاصمة نيودلهي الثلاثاء، بالإضافة إلى زيارة مدينة (آكرا) لمشاهدة المعلم التاريخي (تاج محل). وستقيم السفارة السعودية في نيودلهي حفل استقبال مساء الثلاثاء. وقبيل مغادرة سموه إلى مدينة مومباي التجارية الأربعاء، سيزور جامعة (ملية) الإسلامية الشهيرة في نيودلهي. ويقيم حاكم إقليم مهاراشتراشانكارا ناريانا حفل استقبال لأمير منطقة الرياض مساء الأربعاء في مومباي. ويؤكد المراقبون في العاصمة نيودلهي أن زيارة رئيس الوزراء الهندي إلى المملكة أخيرا، دشنت فصلا جديدا لتعزيز هذه العلاقات لتكوين شراكة استراتيجية متعددة المستويات وعلى جميع الصعد. وأفاد السياسي والخبير في شؤون العلاقات العربية الهندية الدكتور إن. إس. شرما، أن العلاقات السعودية- الهندية شهدت قفزة نوعية في دعم مسيرة التعاون بين البلدين الصديقين، وأصبحت معلما لتنمية التفاهم وتعزيز الشراكة في إطار المصلحة المشتركة والصداقة الوثيقة التي تجمع بين الشعبين. وزاد أن زيارة الملك عبد الله عام 2006 إلى الهند، وزيارة رئيس الوزراء الهندي إلى المملكة، شكلتا نقطة تحول إيجابي ملموس في تطوير العلاقات السعودية- الهندية، معتبرا أن إعلان الرياض ونيودلهي خريطة طريق لعلاقات شراكة استراتيجية طويلة المدى بين البلدين. وأضاف أن التعاون بين الرياض ونيودلهي في مجال مكافحة الإرهاب ضروري لاجتثثات هذه الآفة، معتبرا أن الإرهاب يعد سرطانا مدمرا، ويمثل خطرا حقيقيا يهدد أمن ومصالح جميع الدول وبلا استثناء، داعيا إلى استحداث جبهة عالمية لمحاربته. ويرى البوفيسور ذكر الرحمن، مدير مركز ابن خلدون لتعزيز العلاقات العربية- الهندية في جامعة (ملية) الإسلامية في نيودلهي، أن المملكة تحظى باحترام وتقدير دوليين لانتهاجهما سياسة معتدلة وحرصها على إشاعة السلام والأمن والاستقرار في العالم، إضافة إلى ثقافة الحوار بين الأديان. وتابع قائلا «إن البلدين يمكنهما لعب دور إيجابي كبير في تعزيز الحوار بين الشرق والغرب، وإرساء السلام في المنطقة باعتبارهما يمثلان سياسة السلام والاعتدال والوسطية وتكريس ثقافة التعايش السلمي في العالم». وخلص إلى أن زيارة الأمير سلمان ستبعث برسالة مفادها أن المملكة دولة سلام، وتبذل جهدها لإرساء الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وهي حريصة على تعزيز علاقاتها الاستراتيجية مع نيودلهي، وتسعى لتكريس مبدأ التعايش السلمي والاعتدال والوسطية وفهم ثقافة الآخر. وتأتي زيارة الأمير سلمان بن عبد العزيز في أعقاب زيارة قام بها رئيس الوزراء الهندي مان موهان سينج إلى المملكة في فبراير الماضي، جرى خلالها التوقيع على عدد من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين، بالإضافة إلى التوقيع على إعلان الرياض. ووضعت الزيارة التاريخية التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى الهند عام 2006، الأسس القوية لعلاقات استراتيجية متينة ومتقدمة بين الرياض ونيودلهي.