أكدت مصادر مطلعة في لجنة تنظيم وسعودة سوق الخضراوات في جدة ل «عكاظ» أن اللجنة المشكلة من مكتب العمل، الأمانة، التجارة، الزراعة، والشرطة تتابع بدقة تطبيق السعودة في حلقة الخضراوات، وتراقب عن كثب أي تجاوزات، وتطبق بشدة الغرامات بحق المتهاونين. وأشارت المصادر إلى أن من تثبت مخالفته توقع بحقه غرامات تدريجية تنتهي بسحب الترخيص في حال تكرارها للمرة الثالثة. وبين مصدر مسؤول في الأمانة أن وضع السوق تحت السيطرة، ويتابع عن طريق فرق ميدانية على مدار الساعة، لافتا إلى أن الأمانة تسعى وبجدية بعد تجديد العقد مع المستثمر لعام آخر لتطوير شامل للبسطات وتوفير الخدمات العامة المقدمة وفق بنود العقد الجديد. وعلى وقع أصوات الدلالين في سوق الخضراوات المركزية في حي الصفا يتوافد سماسرة السوق إلى موقع المزاد لشراء المنتجات؛ لنقلها إلى بسطاتهم المجاورة، لتبدأ رحلة التعامل مع المستهلكين، التي تنتهي بفاتورة باهظة لا تخضع لأي مقاييس في السعر، ويكون عذرهم الدائم «اشترينا بالسعر الغالي». محمد يوسف ومحمد أبو مازن تذمرا من تفاوت الأسعار من بسطة إلى أخرى، وأشارا إلى أن أسعار حلقة الخضراوات رغم ضعف الإيجارات تعتبر الأغلى قياسا بالمولات والسوبر ماركت، وطالبا برقابة مشددة على الأسعار تحمي المستهلكين من جشع سماسرة الحلقة. من جهته قال أمين أحمد (عامل في أحد البسطات) إن تفاوت الأسعار يعود إلى عدة أسباب أهمها قلة المعروض من الفواكه والخضراوات أو انتهاء الموسم. وأشار إلى أن سبب انخفاض أسعار الخضراوات والفواكه في السوبر ماركتات الكبرى يعود إلى شرائهم لكميات كبيرة منها بأسعار مخفضة من الموردين، مما يمنحهم مجالا لإضافة هامش ربح بسيط على سعرها الأصلي يمكن تعويض النقص فيه من بضائعهم الأخرى. أما سعيد علي قال إن الطماطم تعد المنتج الوحيد في السوق التي تشهد تفاوتا كبيرا في الأسعار يمكن من خلاله أن يتم ارتفاعها وانخفاضها في اليوم الواحد لأكثر من مرة لدرجة أن الجميع عرفها باسم المجنونة، ويرى أن مشاكل سوق الخضراوات المركزية لا تكمن في ارتفاع الأسعار والمضاربات التي يقف وراءها العمالة الوافدة، لافتا إلى أن ضيق المكان وارتفاع أعداد المتسوقين تمثل عقبة أخرى يجب أن يبحث لها عن حل، إضافة إلى عدم وجود دورات مياه منظمة ونظيفة للرجال والنساء وغياب الرقابة بشكل كامل. من جهته، يقول عبده سراج مورد لأنواع متعددة من المانجو اليمنية أن هناك تسهيلات عديدة يحظى بها المتواجدون والمتبضعون لاتوجد في الأسواق الأخرى، ويرى أن أهم أسباب المشاكل التي يتحدث عنها مرتادو السوق مصدرها شراؤهم لكميات كبيرة من الفواكه والخضراوات تزيد على حاجتهم، وهذا كما قال يساهم بشكل كبير في شعور الآخرين بارتفاع الأسعار، ويرى أن الحل الأمثل لمشاكل الأسعار في السوق هو تحديد الحاجة من الأنواع المستهدفة قبل القدوم للسوق. من جانب آخر، انتقد سعود العتيبي الوضع العام في السوق قائلا إن العمل فيه يسير بالبركة والعمالة الأجنبية تسيطر على جميع مفاصل السوق، مما يجعل المواطن مضطرا لدفع مبالغ إضافية لتأمين حاجياته من سوق الخضراوات مهما كان ثمنها، ويستغرب العتيبي غياب الجهات المعنية بالسعودة متسائلا عن قراراتها السابقة وعدم تنفيذها. وتشهد المزادات تكتلات عديدة يقوم فيها بعض المزايدين بالمشاركة دون الحاجة للشراء، الهدف منها رفع الأسعار مقابل مبالغ متفق عليها مسبقا مع التجار وهوامير، في المقابل يضطر أصحاب البسطات إلى الرضوخ ورفع ثمن بعض الأصناف وصولا إلى السعر الذي يساهم في تجنيبهم الخسارة دون النظر إلى حالة المستهلكين.