شهدت أسعار الخضراوات والفواكه ارتفاعا تدريجيا في سوق الدمام المركزي بدأ منذ الشهر الماضي بصعود بعض المنتجات الزراعية مثل الطماطم والخس والخوخ البلدي. وحمل مستهلكون التجار والمزارعين مسؤولية شطط الأسعار عبر استغلالهم حلول شهر رمضان المبارك وارتفاع الطلب على الخضراوات والفواكه لزيادة هامش أرباحهم. ولفتوا الى أن الزيادات تتكرر سنويا قبل دخول رمضان دون مبررات مقبولة ، اذ يتحجج الموردون والتجار بارتفاع درجات الحرارة التي تتلف المحاصيل الزراعية وتؤدي إلى نقص المعروض بأسواق المنطقة. فيما أقر باعة بأن الأسعار زادت هذا العام بنسبة تجاوزت 30 بالمائة مقارنة بالسنوات السابقة، ما دفع كثيرا من المستهلكين للعزوف عن ارتياد سوق الخضار والتعامل مع محلات السوبر ماركت التي تقدم العروض المغرية بمناسبة حلول الشهر الكريم. وقال أحمد الراشدي صاحب بسطة بسوق الخضار المركزي بالدمام: إن تراجع إقبال المستهلكين على الشراء بدأ منذ 30 يوما، ووصف أسعار الخضراوات والفواكه بالمعقولة جدا، مشيرا الى ان بعض المنتجات المحلية زادت أسعارها على العام الماضي كثيرا مثل الخوخ البلدي، حيث وصل سعر الصندوق إلى 50 ريالا، ومن ثم تراجع إلى سعر يتراوح بين 35 40 ريالا. وقال : إن كيلو الموز يباع حاليا ب «5» ريالات ، وهو من المنتجات التي يزداد سعرها سنويا خاصة مع حلول شهر رمضان، وكذلك الخضراوات التي بدأت تتصاعد أسعارها، حيث وصل سعر صندوق الخس إلى 60 ريالا وسعر الكيلو يتراوح بين 8 12 ريالا. واتهم الراشدي التجار بأنهم وراء موجة صعود الأسعار الأخيرة قائلا : « نحن مجبورون على الشراء من التجار بالسعر الذي يضعونه ونعمل على توفير كافة السلع لزبائننا»، فيما قال البائع عبد الله عباس: « إن أسعار المنتجات الزراعية في السوق تفوق العام الماضي بحوالي 30 بالمائة. فمثلا سعر كرتون الموز ( 13 ك ) كان يباع السنة الماضية ب «35» ريالا. أما هذه الأيام فلا يقل سعره عن 45 ريالا» ، موضحا أن محلات السوبر ماركت الكبرى تضر ببسطات سوق الدمام المركزي كثيرا لأنها تبيع الفواكه من خلال عروض تخفيضات تقل عن أسعار السوق بنسب تصل أحيانا الى 40 بالمائة وتعوض قيمة العروض برفع أسعار منتجات أخرى، وبهذه السياسة تجذب هذه المحلات كثيرا من المستهلكين اليها. أما علي أحمد وهو صاحب محل بالسوق فيؤكد أن أسعار الخضراوات والفواكه تتصاعد تدريجيا قبل دخول رمضان بفترة بسيطة لأسباب مجهولة، حيث وصل سعر صندوق الطماطم من مزارع الرياض (المحلي) الى 25ريالا وهو أغلى بكثير من المستورد من تركيا وسوريا، وكذلك الخوخ السكري المحلي، حيث كان سعر الصندوق عند بداية عرضه في السوق يصل إلى 45 ريالا وثبت عند سعر 30 ريالا. محلات السوبر ماركت الكبرى تضر ببسطات سوق الدمام المركزي كثيرا لأنها تبيع الفواكه عبر تنظيم عروض تخفيضات تقل عن السوق بنسب تصل الى 40 بالمائة أحيانا وتعوض قيمة العروض برفع أسعار منتجات أخرى. وقال: «الأسعار الحالية تعتبر معقولة نسبيا، ويمكن للمستهلكين أن يشتروا 3 كيلوجرامات من الموز بنحو 10 ريالات فقط»، وأقر بضعف الاقبال على السوق مقارنة بالشهرين الماضيين بنسبة 35 بالمائة، متوقعا ارتفاع أسعار كثير من المنتجات، حيث تصل أسعار بعض الخضراوات مثل البصل، البقل، الفجل، والخس إلى 5 ريالات للحبة الواحدة في رمضان بسبب تزايد الطلب عليها. ويشير المستهلك علي القطيفي إلى أن التجار والمزارعين غيروا طرق البيع بالسوق، حيث جعلوا الخس يباع بالكيلو وهذا الأمر جعل أسعار السوق تتصاعد عن العام الماضي بنسبة تتجاوز 30 بالمائة، مشيرا الى أن البصل الأخضر تباع الحبة الواحدة منه حاليا بريالين وقبل رمضان بيومين يصل سعره إلى 4 ريالات، وقال : «بعض التجار يقومون باستغلال الوضع ورفع السعر إلى الضعف، والمطلوب وجود دور لوزارة التجارة وجمعية حماية المستهلك لأن كل ما يباع الآن من منتجات عبارة عن بضائع تم شراؤها بأسعار قليلة ويتم بيعها بزيادة لا تقل نسبتها عن 10 بالمائة». فيما يرى المستهلك عبد العزيز القحطاني أن الأسعار مازالت مناسبة حتى الآن ، لكنه أبدى تخوفه من ارتفاع أسعار الخضراوات الرئيسة في رمضان خاصة الطماطم ، مشيرا الى أن أي ارتفاع جديد يضر بميزانيات المستهلكين خاصة في شهر رمضان المبارك الذي يدفع الكثيرين لزيادة مصروفاتهم. من جهته أوضح مصدر مسؤول في وزارة الزراعة إلى أن درجة الحرارة المرتفعة لم تؤثر على المحاصيل الزراعية، وأن المزارع المكشوفة والمحمية بالمنطقة الشرقية سليمة، مشيرا إلى أن ما يردده بعض المزارعين عن تلف المحاصيل الزراعية تأثرا بدرجات الحرارة غير صحيح.