أثناء إجراء كشف طبي عادي، يكتشف أحدنا وبصورة عابرة ومفاجئة، أن لديه السكر أو الضغط، والسؤال: لماذا تترك الأمور للصدفة وحدها فقط، لماذا ينشغل الكثير عن الفحص الطبي الدوري، حرصا على السلامة الصحية، والتأكد من عدم وجود مرض ما؟. من خلال شريحة عشوائية في جدة، جاءت الردود متفاوتة: 66 في المائة قالوا: نتجاهل هذا الفحص، حرصا منا على عدم الدخول في متاهة الوساوس والظنون، فإن نموت بالمرض خير من الموت، ونحن نعيش أوهام هذا الفحص، لهذا لا نحبذ التوجه للمستشفيات، إلا بعد أن نتأكد من هذا المرض أو ذاك، فإذا كان المرض الذي ربما يصيبنا سوف تكون فيه نهايتنا، فما الفائدة فيما لو عرفنا ذلك عن طريق الفحص الدوري لصحتنا، أو عن طريق الصدفة، هكذا برروا. 32 في المائة من هذه النسبة، قالت: الجهل بوجود مرض ما أحيانا مفضل لدينا، وأحسن من معرفته، فكثيرا عندما يعلم أحد أن لديه مرضا ما، يبدأ في الدخول في دوامة الشك والظنون وربما قتل الهم بذلك المرض، وليس المرض نفسه، من هنا لا نحب أن نعرف بوجود مرض ما في وقت مبكر، لأننا لا نحتمل التفكير فيه ومن هذا الباب نترك الأمور للخالق. 24 في المائة قالت بتشكيك: ليست هناك مصداقية في الكشف الطبي الذي تجريه المستشفيات، خصوصا في حالة اللجوء لها وأنت سليم وصحيح، فهذه المستشفيات -وتحديدا الخاصة منها- تستغل هذه الفرصة ماديا، وبالتالي حتما لن تتردد في ملء الفاتورة بالمبلغ الذي تريده، وستعمل على إجراء الكشوف التي تضاعف من قيمة الفاتورة. 10 في المائة رأت أن هذا التجاهل غير مبرر نهائيا، والمفترض أن يكون هناك فحص شامل كل ستة أشهر قائلة: بالفعل نتابع صحتنا كل ستة أشهر، ونجري الفحوصات بصورة دائمة، ولا نتخلى عنها، لأن الكثير من الأمراض تبدأ بصورة لا يشعر بها الإنسان، ثم تتفاقم للحد الذي يصعب معه العلاج، والكثير من الناس لا يفكرون في التوجه للمستشفى، إلا عندما تظهر أعراض المرض، وحينها يسارعون للبحث عن علاج وهذا خطأ، فربما يكون المرض قد وصل إلى المرحلة التي يصعب فيها العلاج، وهناك بعض الناس من اكتشف أن لديه مرضا بصورة مباغتة، عندما ذهب من أجل العلاج من مرض كالزكام، ليتضح أن لديه الضغط أو السكر، وهذا نتيجة تجاهل موضوع الفحص الدوري عن الصحة.