حفز إنشاء جمعيتين لمرضى السكري والسرطان، المصابين بمرض الصدفية، للمطالبة بتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل، لإنشاء جمعية مماثلة، توفر لهم التوعية المماثلة، وترتقي بهم لفهم الكثير من الخفايا التي لا يصلون إليها، خاصة ما يتجدد بشأن توفير العقاقير والأدوية الطبية. ورغم أن الكثير ما زال ينتقد الدور الذي تقوم به الجمعيتان المنشأتان سابقا، لأنه لا يرتقي إلى الحيوية، داعين لدور أكثر، إلا أن مرضى الصدفية يرون أن ولادة الجمعيتين تحفز على التجدد والحيوية، وكفيلة بتوفير الدعم المعنوي والتوعوي في وقت ما، فيما لا يتوفر لهم في ظل غياب الكيان الأصلي الذي يضمهم. وأوضح مريض الصدفية فالح القحطاني أن مرض الصدفية الذي يعانيه منذ الصغر لا يزال يلاحقه حتى الآن: «فبحثت عن الأدوية والعلاج في كافة المناطق والمدن المحلية، وسافرت لبعض الدول الأجنبية بحثا عن علاج يداوي هذا المرض الذي فتك بالكثيرين في الآونة الأخيرة بشكل كبير، فسافرت على نفقتي الخاصة إلى الهند وتركيا وبعض الدول المجاورة الأخرى، لأعرف الجديد في علاج هذا المرض، ولكن مطالبتنا الآن بوجود جمعية خاصة بنا نحن مرضى الصدفية، تعتني بنا وتهتم بنا وتثقفنا عن هذا المرض، وتطرح لنا الجديد في عالم الصدفية والأدوية والعقاقير الجديدة التي اكتشفت حديثا لعلاج هذا المرض، لأنه من حقنا نحن كمرضى أن نطالب بمثل هذه الجمعية، خاصة أن الأعداد لدينا مؤهلة لافتتاح جمعية يطلق عليها جمعية مرضى الصدفية». واتهم غياب الجمعية بالتسبب في حالة الجهل التي يعيشها مرضى الصدفية: «الجهل الكبير يدفعهم لاختبار بعض الأدوية، التي يعتقدون أنها تمثل علاجا لهم، ونريد من يكشف لنا حقيقة هذه الأدوية، ومدى تأثيرها في الإنسان، وما النتائج التي تكتشف من هذا العلاج، وأيضا الأعراض الجانبية». وتبنى المريض عبدالله الشهري تصعيد المطالبة للجهات العليا: «عندما يكثر مرضى الصدفية، فمن حقهم المطالبة بجمعية خاصة بهم، تهتم بهم، وتعرض لهم كل ما يتعلق بهذا المرض، فلا يعقل أن نقف موقفا سلبيا في ظل تزايد المصابين بهذا المرض، وهناك العديد من المصابين بالصدفية يراجعون كافة المستشفيات لدينا شبابا وفتيات، البعض منهم في حالة نفسية سيئة، ويريد من يخفف عنه حمل هذا المرض الذي شوه أجسادهم، ومن هنا انطلقت مطالباتنا بوجود الجمعية المتخصصة». فيما يرى المريض أحمد الفايز أن الجمعية ستساعدهم على الاستقرار. وأوضح إخصائي الجلدية الدكتور عبدالعظيم عبدالملك أن خطورة مرض الصدفية تكمن في أنه يصيب الأعضاء الداخلية بالجسم كشرايين القلب والجهاز الهضمي والجهاز العصبي والتنفسي، فهو مساعد لقصر الحياة، وتمثل نسبة قصور عمر مرضاه إلى ما نسبته 4 % منهم حيث تقصر حياتهم. وأشار إلى أنه في العشر سنوات الأخيرة اكتشفت العديد من الأدوية الخاصة بهذا المرض، وهو ما ساعد خلال الخمس سنوات الماضية على التخفيف من المرض: «يمثل المصابون بمرض الصدفية في السعودية وحسب بعض الإحصائيات 2 % من عدد السكان، لكن زاد القلق والحالة النفسية التي يعيشها هؤلاء المرضى وتسببا وبشكل كبير في تفاقم مرضهم، وزيادة نسبة الإصابة، كما أن المصاب بالصدفية ويمارس التدخين أيضا تزيد الصدفية لديه، فإن المرضى بحاجة إلى توعية وتثقيف متزايد، فلدينا العديد من المصابين بهذا المرض، ويراجعوننا في المستشفيات بشكل مستمر، والبعض منهم نحوله إلى الإخصائيين النفسيين للعلاج أولا من الحالة النفسية التي يعانونها خاصة إذا كان هؤلاء المرضى سيدات، ثم نعالج كأطباء حالاتهم عن طريق تقديم كافة الحلول الطبية لهم».