استنفر زعيم الحزب الاتحادي الديموقراطي المعارض في السودان محمد عثمان الميرغني أمس، الولاياتالمتحدة وأوروبا إلى الدفاع عن وحدة السودان، بدلا من الاستعداد لقبول انفصال الجنوب، ما سيوقع البلاد في براثن التطرف والتعصب. وقال الميرغني في حديث صحافي: «نسمع حاليا مسؤولين كبارا في الولاياتالمتحدة وأوروبا يتكلمون عن انفصال سلمي في جنوب السودان، هذا خطأ. إن انفصال الجنوب سيؤدي إلى القضاء على التعايش السلمي بين السودانيين، وسيدفع في اتجاه التطرف والتعصب». وتابع: «تذكروا جيدا، لقد بدأ أسامة بن لادن نشاطاته في الخرطوم» في إشارة إلى إقامة زعيم تنظيم القاعدة في السودان مطلع التسعينيات. وأردف الميرغني في مقابلة أجريت معه في منزله في الخرطوم الشمالية: «إنه وضع لن نسمح به ولا يوجد ما يبرره. لماذا لا نقيم الولاياتالمتحدة السودانية؟». ويعتبر السودان البلد الأكبر مساحة في أفريقيا، يناهز عدد سكانه ال25 مليونا، ويتوزعون بين مسلمين في الشمال ومسيحيين وأرواحيين في الجنوب. وأعرب عدد من شخصيات المعارضة عن الرغبة في قيام فيدرالية، بدلا من صيغة الجمهورية القائمة حاليا. ومن المقرر إجراء انتخابات تشريعية وإقليمية ورئاسية في السودان في أبريل (نيسان) المقبل. وفي يناير (كانون الثاني) 2011 ينظم استفتاء حول انفصال الجنوب عن السودان، وهي منطقة لم تخرج بعد من تداعيات حرب أهلية مع الشمال دامت نحو 22 عاما. واعتبر العديد من المسؤولين الغربيين أن انفصال الجنوب بات احتمالا واردا. وتابع الميرغني «أجد من الغريب أننا في عصر الاتحاد الأوروبي، وبوجود دولة مثل الولاياتالمتحدة قررت ولاياتها العيش معا رغم فروقاتها الثقافية والدينية والإثنية، يطلب منا أن ننفصل عن الجنوب»، مضيفا أنهم يتحدثون عن انفصال سلمي إلا أنه لن يكون هناك استقرار لا في جوبا (عاصمة الجنوب) ولا في الخرطوم». والميرغني زعيم الحزب الاتحادي الديموقراطي. وخلال آخر انتخابات تشريعية تعددية جرت عام 1986 حل الحزب الاتحادي الديموقراطي ثانيا وراء حزب الأمة بزعامة الصادق المهدي. إلا أن الميرغني لم يترشح للانتخابات الرئاسية هذه المرة، ومرشح الحزب هو حاتم السر المتحدث باسم الحزب الاتحادي الديموقراطي.