يتوجه الناخبون في السودان اليوم إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات تعددية منذ 24 عاما، التي تعد محطة رئيسة في إطار اتفاق السلام الشامل الموقع في 2005، الذي أنهى 22 عاما من الحرب بين الشمال والجنوب. وتجرى على مدى ثلاثة أيام الانتخابات الرئاسية والتشريعية وانتخابات الولايات، بمشاركة 16 ألف مرشح، كما ينتخب سكان جنوب السودان بالاضافة إلى ذلك رئيس حكومة جنوب السودان؛ استعدادا للاستفتاء المقرر تنظيمه في مطلع 2011 بشأن الاستقلال. من جهته أنهى الرئيس السوداني عمر حسن البشير أمس الاول حملته الانتخابية كمرشح من حزب المؤتمر الوطنى الحاكم بالهجوم على المحكمة الجنائية الدولية، التي اتهمته بالمسؤولية عن جرائم الحرب في إقليم دارفور. وقال أمام تجمع لانصاره فى الخرطوم: إن الغربيين -في إشارة إلى الجنائية الدولية وصندوق النقد الدولي- يجب ألا يوجهوا الاهانات للسودان على حد تعبيره. وقال البشير فى حوار مع قناة «الشروق»: إن30% فقط من سكان جنوب السودان يؤيدون الانفصال عن الشمال، مستندا فى ذلك إلى ستطلاع أجرى بشكل سرى وتبين فيه أن 40% من المواطنين الجنوبيين مع الوحدة، و 30% مع الانفصال، و30% لم يحددوا موقفهم بعد. وأضاف: «لذلك برنامجنا القادم هو الوحدة، وسندفع بعدد من القيادات الى جنوب السودان وسأقود هذه الحملة بنفسي». واعتبر البشير ان «وحدة السودان هي اول تحد سيقابلنا». وفيما قاطع حزب الامة القومى بقيادة الصادق المهدى الانتخابات فى جميع مستوياتها للعيوب التى لازمت مراحلها ونية التزييف المبيت لها -بحسب رأيه- من قبل المؤتمر الوطنى وتضامن معه فى ذلك حزب الامة والاصلاح والتجديد برئاسة مبارك الفاضل والحزب الشيوعي فإن الغموض ما زال يسيطر على موقف الحركة الشعبية لتحرير السودان من الانتخابات، فبينما كانت قد أعلنت منذ يومين انسحابها من الانتخابات في الشمال، عاد رئيسها سلفاكير ميارديت ونفى ذلك الجمعة في لقاء شعبي بمدينة بانتينو بالجنوب. وقد أعلنت مفوضية الانتخابات القومية أنها ستبقي على اسم مرشح الحركة الشعبية ياسر عرمان ضمن قوائم المرشحين للانتخابات الرئاسية. إلا أن ياسر عرمان عاد وأكد قرار الانسحاب، نافيا في الوقت ذاته أن يكون هناك خلاف داخل الحركة. إلى ذلك واصل الحزب الاتحادي الديموقراطي بقيادة الميرغنى وحزب المؤتمر الشعبي بقيادة الترابى المشاركين في الانتخابات حشد المؤيدين ودعا مرشح الاتحادى الديموقراطى حاتم السر البشير لاخلاء القصر الجمهورى لانه سيهزم من قبل حزبه “الاتحادي الديمقراطي”. وفى سياق متصل اعرب برلمانيون من 12 دولة عن قلقهم حيال الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمحلية التي تبدأ اليوم، ودعوا في كتاب مفتوح الى مراقبة دقيقة للاستحقاق لتجنب احتمالات التزوير. وكتب نواب من اوروبا، والشرق الاوسط، وافريقيا واسيا «نحن قلقون حيال قلة الاستعداد للانتخابات المقبلة في السودان وخطر اعمال العنف والترهيب التي تستهدف المجتمع المدني». وأشار النواب إلى أن «العناصر الاساسية لانتخابات حرة ومنصفة (...) ليست في مكانها». ودعا النواب الدول الضامنة لاتفاق السلام المبرم العام 2005 بين حكومة الخرطوم والمتمردين السابقين في الجيش الشعبي لتحرير السودان، الى مراقبة مشددة للاستحقاق. وأشاروا إلى أن «ضامني اتفاقات السلام (...) ملزمون بتحديد معايير واضحة والمحافظة عليها»، وذلك في الرسالة الموجهة الى الجهات الضامنة للاتفاق وهي: الاتحاد الافريقي، ومصر، والاتحاد الاوروبي، وايطاليا، وكينيا، والجامعة العربية، وهولندا، والنرويج، وبريطانيا، واوغندا، والولاياتالمتحدة. وتابع النواب «من الضروري توجيه دعوات حازمة الى (احترام) معايير الانتخابات الحرة والنزيهة والتعهد بالكشف عن اي تزوير او انتهاك لحقوق الانسان قد يحصل»، لافتين الى ان السودان بلغ «مرحلة محورية» في تاريخه.