يفتتح صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الليلة مؤتمر «الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف» الذي تنظمه الجامعة الإسلامية، ويستمر أربعة أيام. ويناقش المؤتمر في 12 جلسة أكثر من 80 بحثا مقدمة من علماء ومفكرين ومتخصصين في مكافحة التطرف والإرهاب. أكد مدير الجامعة الإسلامية الدكتور محمد علي العقلاء أن المؤتمر يسعى إلى إبراز وسطية الإسلام واعتداله، وتسامحه مع الآخر، وتوضيح وجه الخطأ في نسبة الإرهاب إليه، نتيجة لانحراف بعض المنتسبين إليه. وبيان أن الإرهاب من جرائم العصر، وأنه لا دين له ولا وطن، وإثبات براءة الإسلام منه فكرا وسلوكا. والمعالجة الفكرية للإرهاب لتتواكب وتتضافر المعالجة الفكرية مع المكافحة الأمنية في اقتلاع جذوره، واستئصال شأفته، وتجفيف منابعه. وتعزيز الأمن الفكري في المجتمعات الإسلامية بإذكاء روح التسامح، وترسيخ قيم التفاهم، ونشر أدب الخلاف وثقافة الحوار، وإيضاح أسباب التطرف والإرهاب ومنابعهما ومخاطرهما وطرق التصدي لهما، وبيان الضوابط الشرعية لقضايا التكفير والجهاد والولاء والبراء. وأشار الدكتور العقلاء الى أن المؤتمر يكتسب أهميته من تنظيمه في المملكة العربية السعودية، التي من أهم الأسس والأهداف التي قامت وتأسست عليها ترسيخ العقيدة الصحيحة، وتطبيق المنهج المعتدل، المستمد من كتاب الله وسنة رسوله صلوات الله عليه وسلامه، وتحقيق الوسطية التي جعل الله أمته عليها دون إفراط وتفريط، أو غلو أو تطرف، ونبذ التفرق والاختلاف، وتحقيق الأمن والاستقرار للأمة والعالم أجمع، ومن ذلك التصدي للأفكار الهدامة والعقول المنحرفة التي تتبنى الفكر الإرهابي الخطير القائم على التفجير والتدمير وقتل الأنفس البريئة. ورفع الدكتور العقلاء باسمه وباسم منسوبي الجامعة صادق الشكر والتقدير للنائب الثاني على تكرمه برعاية هذا المؤتمر وافتتاحه، وعلى ما يقدمه من دعم ورعاية للجامعة في كافة مناشطها. مركز إعلامي ومعرض للأمن الفكري أعدت اللجنة المنظمة للمؤتمر مركزا إعلاميا مجهزا بالكامل لخدمة وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية، المحلية والعالمية، وتسهيل مهمتها. وأوضح المشرف على المركز عبد الله الجميلي (المشرف على الشؤون الإعلامية في الجامعة) أن المركز سوف يساهم في نقل وقائع المؤتمر لقنوات وسائل إعلام مختلفة، حيث تم تجهيزه بكافة التقنيات والأجهزة ووسائل الاتصال، مشيرا إلى أن المسؤولين في الجامعة حريصون على إبراز وقائع المؤتمر، وبث جلساته بمختلف اللغات. ومن جانب آخر، تقيم الجامعة معرضا للأمن الفكري بالتعاون مع وزارة الداخلية، تعرض فيه الجامعة برامجها المتنوعة ومطبوعاتها في نشر الوسطية ومكافحة الإرهاب والتطرف، وتعرض إدارتا الأمن العام والأمن الفكري ما يقرب من 2000 كتاب عن التطرف، وبعض المطويات والأشرطة التي تهتم بمكافحته وعلاجه، وتبرز المنجزات والتجارب الناجحة في مقاومة التطرف وتحصين الوطن من الأفكار الهدامة، وصورا فوتوغرافية، وفيلما وثائقيا لما حققته الوزارة من انجازات في مواجهة الإرهاب خلال الأعوام الماضية، والجهود التي تبذلها القيادة الرشيدة في اجتثاث الإرهاب وتجفيف منابعه. كما تشارك وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد وجامعة نايف للعلوم الأمنية في المعرض، بجناحين تعرضان فيهما برامجهما لمحاربة التطرف والإرهاب، ونشر الوسطية والاعتدال. دين الحب والتسامح المؤتمر يأتي في ظروف اختلطت فيها الكثير من المفاهيم والقيم وسوء الفهم الخاطئ لدى البعض، والانغلاق الفكري والحدة في رؤية الأشياء، مما دفع السلوك نحو الانحراف والعنف، وجلب الإساءة لقيم الإسلام وسلوك المسلمين، وفي ذلك إضعاف لمكانة المسلمين وسمعتهم من خلال هذا التطرف الفكري. فالتطرف الفكري بات يعمق من جروحه في هوية الأمة الإسلامية، بإعطاء أعداء الدين المبرر لإلصاق تهمة الإرهاب والتطرف والتعصب بالإسلام والمسلمين، في حين أن شريعة الإسلام هي الشريعة القائمة على الحب والتسامح وقبول الطرف الآخر ومحاورته، إلا أنه وللأسف الشديد الذين ضاقت بهم السبل في مسارات الحياة لم يجدوا سبيلا سوى المتاجرة بسمعة الإسلام والإضرار به. والمؤلم أن أكثر من قام بهذا الدور العدائي قدمو أنفسهم للرأي العام على أنهم أصحاب رسالة وغيرة على الإسلام، في حين هم الأعداء الحقيقيون للإسلام. وأمام هذا اللبس والتوجه الخاطئ، يستوجب العمل على تنوير الناس وتبصير الأجيال بالنهج القويم لدينهم ومسؤولياتهم تجاه إعطاء السمعة الحسنة للسلوك المسلم القويم، والانطباع الخلاق عن منهج الدين الذي حرص في كافة أولوياته على ترسيخ مبادئ الأخلاق الحميدة. الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود بن عبد العزيز وكيل إمارة منطقة الباحة نشر ثقافة الاختلاف من المؤسف أن عددا من المجتمعات العالمية تسم الإسلام ظلما وجهلا بالإرهاب، بسبب انحراف عدد من أبنائه وتحولهم للإرهاب والعنف والتكفير والقتل، ولذلك تأتي أهمية هذا المؤتمر في تحسين وتوضيح الدين الإسلامي القويم، وقفل أبواب التآمر على الإسلام والمسلمين، وإعادة أبناء الجلدة الواحدة، الذين انساقوا وراء إغراءات التحريض والتمويل الخارجي، إلى كنف وطنهم وذويهم. ولعل من أهم مرتكزات هذا المؤتمر هو نشر ثقافة أدب الاختلاف والحوار، وهذا ما أسس له ولي أمرنا سيدي خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله ورعاه)، وأسس لذلك مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، الذي يهدف لقطع الطريق على أرباب الإرهاب والفكر الضال، ممن يريد غلق باب الحوار والاختلاف، ونهج منهج التكفير والتفجير. إن رعاية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز لهذا المؤتمر الحيوي، لهو اعتراف بالفضل والسبق لهذه الجامعة والقائمين عليها، ولموضوع هذا المؤتمر الحيوي. فكل الشكر والتقدير لقيادتنا الرشيدة على هذه الرعاية والاهتمام بكل ما يهم الوطن والمواطن، وفي سبيل الرفع من ابن هذا الوطن وحمايته سلوكيا وفكريا، وفي نشر الصور المشرقة لديننا الحنيف. الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز نائب أمير منطقة القصيم المرأة أمام التيارات المرأة السعودية تقف أمام تيارات كثيرة، ولن تستطيع مواجهتها لوحدها، لذلك لا تكاتف الجهود للوقوف معها. هناك عدة أمور تمنع المرأة من التفكير المظلم واتباع أهل الظلال، منها: منع البطالة، وتفعيل دور المدرسة والإعلام والمسجد المراكز الاجتماعية والرياضية. وأؤكد أن العدل والمساواة في الحقوق والواجبات هي بوابتنا الأساسية للأمن والأمان المنشودين، خاصة أن المرأة والرجل، كلاهما عرضة لآثار الإرهاب، وعندما يجدان القناعة التامة يفعلان ما يريانه صحيحا، وعلينا كمؤسسات ثقافية الحوار بهدوء وروية، لا تسفيه ولكن إقناع، حتى نصل مع الجميع لبر الأمان. شريفة إبراهيم الشملان هيئة حقوق الإنسان أخطار الإرهاب على الأسرة من خلال الأحداث الإرهابية التي مرت بها بلادنا في السنوات الماضية، يظهر الدور الذي تمثله المرأة السعودية، فمن الأدوار التي يمكن أن تقوم بها سعيها جاهدة لمعرفة مواطن الضعف في من حولها ذكورا وإناثا، ومن ثم تعمل على توجيههم التوجيه السليم، بما يتوافق مع الدين الحنيف بلا إفراط ولا تفريط. وهناك عوامل من الممكن أن تساهم في تحويل المرأة إلى إرهابية، مثل؛ الإحساس بالظلم والجور من الآخرين، إحساسها بالعجز عن تقديم شيء أفضل للمجتمع، فقدان الأقارب كالابن والزوج والأب، استعبادها وسلب حريتها، الوعد بالفوز بالجنة والنعيم الأخروي مقابل الاستشهاد، واستغلال عواطفها الجياشة تجاه الأسرة والمجتمع. إيمان محمد صالح جامعة الدمام