اعتاد مزارعو الأحساء على حرق المخلفات الزراعية بشكل يومي في ما يسمى بموسم العمار للمزارع الذي يصادف هذه الأيام، وفيه يعمد المزارعون إلى الاستفادة من الدخان في قتل الحشرات الضارة ومن رماد النيران لتغذية الأشجار، وهو الأمر الذي تسبب في ارتفاع أعمدة الدخان بشكل يثير الذعر بين السكان. وعادة ما تتصاعد الأدخنة من مواقع مختلفة لتغطي سماء الأحياء وتحجب الرؤية عن سائقي المركبات العابرين على الطرقات الزراعية والمدن. وأبدى الأهالي تخوفهم من إلحاق ضرر بصحتهم، مؤكدين أن المنطقة الزراعية تفتقر إلى عامل الرقابة من قبل الدفاع المدني وهيئة مشروع الري والصرف. وفي ذلك يقول رائد العبد الله إن الحرائق تبدأ بالقرب من صلاة المغرب حتى لا تتمكن الجهات الرقابية من معرفة مصادر الحرائق «يشعل المزارعون النيران في أكوام الأشجار منذ أيام، وكانت الحرائق في بدايتها كبيرة جدا لدرجة أننا تخوفنا من أن تصل إلى بيوتنا». وحول ذلك أكد مدير هيئة مشروع الري والصرف في الأحساء المهندس أحمد الجغيمان أن الهيئة وفرت حاويات في الشوارع المؤدية إلى المزارع، وترفع الجهة المسؤولة المخلفات بشكل دوري «إلا أن بعض المزارعين لا يتقيدون بالتعليمات وبالمحافظة على البيئة والرقابة على الحرائق تتحملها إدارة الدفاع المدني». من جهته، أكد الناطق الإعلامي في الدفاع المدني المقدم منصور بن محمد الدوسري، أن فرق السلامة سوف تكثف دورياتها على المزارع وتحاسب من يحرق المخلفات بأشد العقوبات حتى تتم المحافظة على البيئة بشكل عام.