أكد رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لأمراض النساء والولادة والأستاذ في كلية الطب والعلوم الطبية في جامعة الملك عبدالعزيز رئيس المؤتمر الخليجي الدولي الخامس لصحة المرأة البروفيسور حسن صالح جمال، أن سرطان الثدي من أكثر الأمراض التي تؤثر على صحة المرأة خليجيا وعربيا، لافتا إلى أن خطورة المرض تزداد عند اكتشاف الحالات في مراحل متقدمة، حيث إن ما يقارب 30 40 في المائة من الحالات يكون المرض فيها قد انتشر تماما. وأضاف، في حوار ل«عكاظ»، أن المؤتمر الخليجي الدولي الخامس للجمعية السعودية لأمرض النساء والولادة، الذي يشهده صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة مساء اليوم في فندق وستن في جدة، يهدف للخروج برؤية متطورة تعنى بصحة المرأة في الخليج والعالم العربي، من خلال تحسين الأوضاع الصحية في المجتمع والاستعداد للطوارئ. وفيما يلي نص الحوار: ملامح المؤتمر • تنطلق مساء اليوم أنشطة المؤتمر الخليجي الدولي الخامس للجمعية السعودية لأمراض النساء والولادة تحت شعار «الإبداع العلمي في صحة المرأة»، ماهي أبرز ملامح المؤتمر؟ يستعرض المؤتمر الخليجي 70 ورقة عمل، يلقيها سبعون متحدثا عالميا على مدى 13 جلسة وخمس ورش عمل، واعتمدت له 25 ساعة من قبل الهيئة السعودية للتخصصات الطبية، واللقاء يعقد بالتعاون مع أكبر أربع منظمات معنية بالصحة، وهي منظمة الصحة العالمية، والفيدرالية العالمية لأطباء النساء والولادة، والكلية الملكية البريطانية لأمراض النساء والولادة، والرابطة العربية لأمراض النساء والولادة، وينتظر أن يشهد المؤتمر مشاركة أكثر من 500 أطباء النساء والولادة من دول الخليج ومصر والأردن واليمن والمغرب والجزائر وتونس والعراق والسودان ودول الاتحاد الأوربي وأمريكا وكندا وأستراليا. صحة المرأة • ماهو تقييمكم لأوضاع المرأة الصحية في الوقت الراهن؟ المرأة في العالم العربي تستحق توفير موارد أفضل للرعاية الصحية من المخصصات الحالية، فالرعاية الصحية للمرأة والأسرة ينبغي أن تكون في قمة أولويات أي مجتمع، ويبقى الالتزام السياسي جزءا لا يتجزأ من إنقاذ حياة العديد من النساء، لذا لا بد من التركيز على وضع استراتيجيات واضحة لتحسين مستوى الرعاية الصحية وتعزيز المسؤولية الذاتية في الحفاظ على الصحة، وترويج السلوكيات السليمة، ورفع مستوى الوعي الصحي وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وهذا يتطلب تخصيص موارد مالية أكبر للعب دور فعال في برامج الوقاية والإرشاد الصحي، ووضع خطط للوصول إلى النساء الأقل حظا في المناطق النائية والفقيرة كون ذلك قد يسهم في الحد من مخاطر الإصابة من 40 50 في المائة في كثير من الحالات، مع توفير فرص أكبر للفحوص الوقائية، وسن تشريعات ضد الممارسات التقليدية الضارة وخاصة الزواج المبكر. تحديات حقيقية • ما أبرز التحديات المتعلقة بصحة المرأة الخليجية؟ إن ارتفاع معدلات الوفيات، وانتشار الإصابة بهشاشة العظام، وزيادة الوزن، وانتشار داء السكري، وسرطان الثدي، وسرطان عنق الرحم، وزيادة نسب الأمراض الوبائية تعكس حاجة ملحة إلى رفع مستوى الالتزام السياسي بتحسين مستوى الرعاية الصحية للمرأة، كما أن الدراسات الحديثة كشفت عن انتشار متزايد لمرض ترقق العظام، فهناك 28 مليون سيدة مصابة بهذا المرض على مستوى العالم، ويزيد انتشاره في دول منطقةالخليج وبمعدلات عالية ليس فقط بين السيدات فوق عمر الخمسين، كما هو مألوف في الدول المتقدمة، بل أصبح كثير الظهور في الأعمار المبكرة، مما يفاقم من خطورة هذا المرض في دول المنطقة وآثارة على المدى البعيد صحيا واقتصاديا ومعنويا. داء السكري • بصفتكم متخصصا في النساء والولادة، إلى أي مدى يمثل مرض السكري خطرا على المرأة الخليجية؟ تظهر التقارير الرسمية، أن خمس دول خليجية تقع ضمن الدول العشر الأعلى إصابة بداء السكري في العالم، وتحتل الإمارات المرتبة الثانية عالميا في عدد المصابين بالمرض بنسبة 18.7 في المئة، تليها المملكة حيث تصل نسبة إصابة البالغين إلى 16.8في المئة، ثم البحرين في المرتبة الخامسة بنسبة 15.4 في المئة، والكويت سابعا بمعدل 14.6 في المئة، وتأتي عمان في المرتبة الثامنة عالميا بنسبة 13.4 في المئة، وتشير التقارير إلى أن 18 في المائة من السيدات الحوامل يعانين من سكري الحمل وهي من أعلى النسب عالميا. الأورام الخبيثة • تشكل الأورام الخبيثة هاجسا لدى نساء المجتمع، مارأيكم في ذلك؟ السرطان يعد من أهم أسباب الوفاة في جميع أرجاء العالم، إلا أن تقارير منظمة الصحة العالمية أشارت إلى أن مجمل وفيات السرطان التي حدثت أخيرا سجلت في البلدان منخفضة الدخل ومتوسطة الدخل، ويعتبر سرطان الثدي من أكثر الأمراض التي تؤثر على صحة المرأة خليجيا وعربيا، وتتصدر كل من البحرين وقطر والكويت نسب الإصابة بهذا المرض، وما يزيد من خطورة هذا المراض أن الكثير من الحالات تكتشف في مراحل متقدمة، بعد أن يستشري المرض، وهذا ما يجعل علاج المرض في غاية الصعوبة، حيث إن ما يقارب 30 40 في المائة من الحالات يكاد يكون المرض فيها منتشر، ويتسبب سرطان عنق الرحم في وفاة أكثر من 600 امرأة يوميا في كافة أنحاء العالم، كما أن 8 من كل 10 سيدات يتعرضن إلى الإصابة بفيروس الورم الحليمي في حياتهن، وتشير التقارير الطبية إلى أن ثلاثا من كل أربع إصابات جديدة بفيروس الورم الحليمي البشري تصيب نساء شابات تتراوح أعمارهن بين 15 24 سنة. وفيات الحمل • وماذا عن معدلات وفيات النساء المرتبطة بالحمل؟ يتوفى نحو 500.000 امرأة سنويا لأسباب ذات علاقة بالحمل، ويلاحظ بأن متوسط الولادة لدى المرأة العربية يبلغ خمس ولادات في حياتها، ونظرا للافتقار للخدمات والمعلومات الصحية بالإضافة للافتقار إلى البنى التحتية الملائمة، نجد أن معدلات وفيات الأمهات بسبب الحمل في البلدن النامية عالية، وقد تصل إلى 14 حالة وفاة لكل مائة ألف في المملكة، و60 حالة وفاة لكل مائة ألف ولادة في سورية، و200 حالة وفاة لكل مائة ألف ولادة في السودان على سبيل المثال، فيما نجد أن فرص الوفاة متدنية للغاية في دول أوروبا وأمريكا بما لا يزيد على حالة وفاة واحدة لكل مائة ألف في السويد على سبيل المثال، وقد انتشرت الإصابات الناشئة عن الولادة بشكل واسع في الدول غير المتقدمة، وتعتبر نواسير الولادة أحد التعقيدات الأكثر خطورة وتأثيرا على عملية الولادة، ونتيجة لصعوبات التوليد، تظهر التقديرات أن هناك مليوني امرأة حول العالم تعاني من هذه الحالة ومعظمها في الدول النامية. خطورة السمنة • إلى أي حد بلغت خطورة السمنة في دول الخليج العربية؟ سجلت الدول الخليجية تفاقما في مشكلة السمنة، حيث بينت الدراسات الخليجية أن نسبة الإصابة بالسمنة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وصلت إلى ما يقارب 60 في المائة، وأن النساء هن الأكثر عرضة للإصابة بها، وتفوق هذه النسبة مثيلها في الدول المتقدمة بكثير، ويلاحظ أن المرأة الخليجية يزداد وزنها بشكل أكبر من المتوقع أثناء الحمل، إذ يجب أن لا تتجاوز زيادة الوزن في الحالات العادية أثناء الحمل 13 كيلو غراما، لكن المرأة الخليجية يزيد وزنها بنحو 20 كيلو غراما. عنق الزجاجة • في رأيكم، ماهو المطلوب من القطاعات الصحية المعنية برعاية المرأة؟ يرتبط كل هذه القضايا الصحية بشكل وطيد بوضع المرأة في المجتمع. ولعل من أهم التحديات التي تواجه القطاع الصحي في المملكة، هو زيادة التعداد السكاني بمعدلات عالية خصوصا خارج نطاق المدن الكبرى، من ما يزيد من قوائم الانتظار بشكل عام، كما يزيد من اتساع فجوة النقص في خدمات الرعاية الصحية في تلك المناطق بشكل خاص، وأعتقد أن مثل هذا التحديات قد ساهمت خلال سنوات عديدة في إدخال النظام الصحي مرحلة عنق الزجاجة على مستوى الرعاية المتقدمة في الكثير من دول المنطقة، وفرضت حاجة ملحة لتدريب الكوادر الطبية في ما يتعلق بمستجدات صحة المرأة، ولكننا أيضا لا نستطيع تجاهل دور العوامل المختلفة مثل تعليم المرأة ودور صانع القرار في تحسين الأداء الصحي. رسالة المؤتر • أخيرا.. ماهي الرسالة التي يسعى المؤتمر الخليجي الدولي الخامس إلى إيصالها إلى المجتمع؟ نطمح في مؤتمرنا الخروج برؤية متطورة تعنى بصحة المرأة في الخليج والعالم العربي، من خلال تحسين الأوضاع الصحية في المجتمع والاستعداد للطوارئ، وتوجيه رسالة إلى مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الخليجي ووزراء الصحة العرب تتضمن توضيح أهمية النهوض بمستوى الرعاية الطبية إلى أعلى مستوياتها، خصوصا أن هناك تحديات متعددة تواجه المجال الصحي في دول الخليج والدول العربية.