كشف محافظ صنعاء نعمان دويد في حديث هاتفي خص به «عكاظ»، أن كبسولة التفجير التي استخدمت في المحاولة الإرهابية الفاشلة لاغتيال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، أعدها عناصر من تنظيم القاعدة تدربوا في أفغانستان على هذا النوع من العمليات الإجرامية. تقنيات متطورة ويشير المحافظ إلى أن التقنيات المتطورة التي استخدمها تنظيم القاعدة الإرهابي في جزيرة العرب، في كبسولة التفجير التي استهدفت الأمير محمد بن نايف غير متوافرة في اليمن، «لأنها تقنيات عالية وحديثة أعدها التنظيم الضال للنيل من مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، لكن الله مناها بالفشل. ونفى نعمان دويد ما ذكرته سابقا مصادر محلية يمنية حول أن كبسولة التفجير التي استخدمت في المحاولة الإرهابية، جرى تصنيعها داخل اليمن على يد عناصر لها خبرة كبيرة في تصنيع المواد الكيماوية المتوافرة عادة في الأسواق. بطولات في تدمير المجتمع وأقر محافظ صنعاء بوجود أماكن للتدريب في اليمن لكنها ليست بتقنيات عالية، وأن عناصر القاعدة يتدربون في أفغانستان على تلك التقنيات ثم يعودون إلى اليمن وهم في جاهزية تامة للقيام بعمليات إرهابية تستهدف اليمن والمملكة؛ اعتقادا منهم بأنهم سيخلدون أبطالا بعد تدمير مجتمعاتهم وهم بذلك يخدمون أهداف وطموحات أعداء الأمة. قيادة القاعدة في شبوة وفي تطور ميداني لافت، كشف محافظ صنعاء عن أن قيادة تنظيم القاعدة في اليمن تختبئ في مكان ما في محافظة شبوة، لكنه لم يشر إلى موقعها قائلا: «لو كنا نعلم بالضبط مكان تواجد تلك القيادة لما ترددنا لحظة في مداهمتها»، في إشارة إلى العمليات الأمنية الناجحة التي نفذتها القوات اليمنية. خلية صنعاء ووصف دويد زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في أفغانستان ب «الشيطان الأكبر»، واليمني ناصر الوحيشي أمير التنظيم في جزيرة العرب ب «الشيطان الأصغر»، وكلاهما يسعى لزعزعة استقرار اليمن، واستهداف منشآتها وبناها التحتية مثلما يسعيان إلى استهداف أمن المملكة. ولم ينف محافظ صنعاء أو يؤكد وجود سعوديين في خلية القاعدة التي تتألف من 11 عنصرا، وقبض على عناصرها في عملية دهم نفذتها القوى الأمنية، واستهدفت منزلا في منطقة سواد في حزيز وسط العاصمة صنعاء، في الثالث من شهر مارس (آذار) الجاري، وأسفرت عن مقتل والد أحد المطلوبين في تلك الخلية. في الوقت الذي أكدت فيه ل «عكاظ» مصادر يمنية أن معظم عناصر تلك الخلية من صغار السن، ويتم تجنيدهم في ذلك الموقع. محاولة الفرار وأماط دويد اللثام عن تفاصيل عملية محاولة عضو تنظيم القاعدة الفرار من المستشفى الجمهوري في صنعاء الأحد الماضي، بالقول: «إن عضو القاعدة، وهو يمني يحمل الجنسية الأمريكية، طلب أثناء نقله من سجنه إلى المستشفى الذهاب إلى دورة المياه، وغافل رجل الأمن بالتقاطه أداة وضربه بها، محاولا الفرار من المستشفى، لكنه فشل وألقى رجال الأمن القبض عليه، مبينا وجود جنسيات غير عربية في تنظيم القاعدة في اليمن (وهم خليط بين جنسيات أفريقية وآسيوية). تعاون أمني وثيق وخلص محافظ صنعاء إلى تأكيد وجود تعاون أمني وثيق بين المملكة واليمن في مواجهة الإرهاب ومخططات تنظيم القاعدة وقال: «التعاون بين البلدين حقق وسيحقق انتصارات حاسمة على كل ما يهدد أمنهما، وأن المملكة واليمن جسد واحد لا يمكن تجزئته أو فصله إلى نصفين». وأبان أن المناطق الحدودية مراقبة تماما لمنع عبور المتسللين بما في ذلك السواحل البحرية، بالإضافة إلى تبادل المعلومات بين الأجهزة الأمنية اليمنية ونظيراتها في المملكة، بهدف التضييق على العناصر الإرهابية. تطابق مواد التفجير إلى ذلك، أكدت ل «عكاظ» مصادر موثوقة أن المادة المستخدمة في محاولة الاغتيال الفاشلة، مطابقة تماما للمادة التي استخدمت في محاولة تفجير طائرة الركاب الأمريكية التي فشلت القاعدة في تنفيذها تزامنا مع احتفالات أعياد الميلاد نهاية شهر ديسمبر 2009. وأعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في وقت سابق، مسؤوليته عن العمليتين الفاشلتين في بيانين نشرا عبر مواقع متطرفة على شبكة الإنترنت، إذ فشل الإرهابي الهالك عبد الله عسيري في 27/8/2009م، في عملية تفجير استهدفت مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية في قصره في جدة، كما فشل النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب في 27/12/2009م، في تفجير طائرة ركاب أمريكية كانت في رحلة من أمستردام إلى ديترويت وعلى متنها 278 راكبا.