كشف ل «عكاظ» مسؤول حكومي يمني أن المدرج في قائمة المطلوبين للأمن السعودي المطلوب إبراهيم حسن طالع عسيري بات الهدف الأول للسلطات اليمنية في أعقاب معلومات تفيد بوقوفه وراء عملية تصنيع الطردين المفخخين اللذين أرسلا من اليمن إلى الولاياتالمتحدة، واكتشفا في مطارات دبي ولندن الجمعة الماضية، بعد تتبعهما من قبل الأجهزة السعودية، التي بدورها زودت واشنطن بمعلومات عنها. وقال المسؤول اليمني الذي كان يتحدث للصحيفة أمس: «المؤكد أن عسيري أصبح الهدف الأول لأجهزتنا اليمنية في ظل المعلومات التي تشير إلى تورطه في عملية تفخيخ الطردين بمواد متفجرة وأن هناك حملة بحث أمني لتحديد مكان تواجده». وطبقا لمعلومات حصلت عليها «عكاظ»، فإن المطلوب عسيري المولود في الرياض منتصف عام 1402ه، ويكنى ب « أبوصلاح»، تسلل إلى الأراضي اليمنية قبل مايقارب الثلاث سنوات برفقة شقيقه الأصغر الانتحاري عبدالله عسيري الذي فجر نفسه في محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفت مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز في ال 27 من أغسطس العام الماضي، بعدما أوهما أسرتهما بالسفر إلى مكةالمكرمة لأداء العمرة. وانضم مفخخ الطرود إلى تنظيم القاعدة في اليمن عبر خلية إرهابية من أهدافها الاغتيالات، واستهداف المنشآت النفطية في المملكة، وتوليه مهمات تدريب أفراد خليته على فنون الدفاع عن النفس، إضافة إلى تدربه في اليمن على الأسلحة «سام 7 صاروخ ميلان الهاون بيكا ار بي جي صاروخ b10 المواد المتفجرة السموم». وارتبط العسيري بعنصر تنظيم القاعدة في اليمن «عمار الوائلي» والذي كان التنظيم الإرهابي في اليمن قد أوكل له مهمة شراء الأسلحة والمتفجرات وتهريبها إلى داخل أراضي المملكة إلى جانب «حمزة القعيطي»، والأخير قتل في مواجهة أمنية ضمن عناصر خلية تريم. وتقطن عائلة المطلوب عسيري حي الجزيرة شرقي الرياض، إذ كان وشقيقه عبدالله يقيمان مع والدهما العسكري المتقاعد حسن طالع عسيري وبقية أفراد أسرتهما. والمعروف أن حي الجزيرة شهد انفجارا داخل موقع سكني في مارس 2003م، أي قبل أقل من ثلاثة أشهر على تفجيرات الحمراء الإرهابية، ليعثر داخل الموقع الذي كان يؤوي مطلوبين على أسلحة وقنابل ومواد متفجرة. إلى ذلك، أكد خبراء في مكافحة الإرهاب أن بقاء المتشدد أنور العولقي المطلوب أمريكيا حرا طليقا، فإن تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب سيتنامى لجهة انخراط مزيد من الشباب الذين يسعى العولقي لتجنيدهم بوسائل عدة منها الإنترنت. وفي وقت سابق، أبلغ وزير الخارجية اليمني أبوبكر القربي «عكاظ» أن العولقي «ملهم القاعدة» في اليمن مختبئ في جبال شبوة، وأن صنعاء لن تسلمه للولايات المتحدة حال القبض عليه، مبينا أنه سيحاكم في اليمن طبقا للدستور والقانون اليمني. وقال خبير في شؤون الجماعات الإرهابية أن العولقي يشكل أهمية كبرى في تنظيم القاعدة في اليمن لناحية قدرته الفكرية للتأثير في عقول الشباب، وأنه إذا ما استمر في نشاطه داخل التنظيم، فإنه بالتأكيد سيصبح ابن لادن الجديد، فيما وصف محافظ صنعاء نعمان دويد العولقي بالشيطان الأصغر وأن ابن لادن شيطان أكبر. وحذر خبراء أمنيون تحدثت إليهم الصحيفة من مغبة تنامي نشاط القاعدة داخل اليمن وانعكاس هذا التنامي على نشاط القاعدة ليس في المنطقة فحسب، بل أن هذا النشاط امتد إلى أوروبا والولاياتالمتحدة، وهو ماتحقق على أرض الواقع عند إحباط عملية وصول طردين مفخخين إلى شيكاغو الجمعة الماضية. وذكر خبير أمني أن السلطات الأمنية اليمنية مطالبة بمضاعفة مجهوداتها للقضاء على التنظيم الإرهابي ونشاطاته الإجرامية، إذ أن بقاء القاعدة وتزايد نشاطها سيكون له نتائج لاتحمد عقباها، ناهيك عن خطر هذا التنظيم في اليمن على اليمن نفسها ودول الجوار، بل ودول العالم برمتها.