تكشفت ل «عكاظ» معلومات عن مقتل القائد العسكري الميداني لتنظيم القاعدة في اليمن قاسم الريمي وخمسة آخرين في غارة جوية أمس الأول، استهدفت سيارتين وثمانية أشخاص كانوا يستقلونها في منطقة الأجاشر الحدودية بين محافظتي صعدة والجوف. وأبلغ «عكاظ» مسؤولون في مكافحة الإرهاب «أن الريمي ورفاقه، ومن بينهم القيادي في تنظيم القاعدة عمار الوائلي، كانوا ينوون التسلل للأراضي السعودية». موضحة أن معلومات استخباراتية وأمنية تلقتها السلطات اليمنية قبل ساعات من توجيه الضربة حددت الموقع الذي استهدفه الطيران الحربي، وأسفر عن مقتل الستة وفرار اثنين ما زالت السلطات تتعقبهما. التسلل للمملكة أكد مسؤولون يمنيون أن المملكة شريك رئيسي ومهم في الحرب التي تقودها بلادهم ضد تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن، لا سيما الضربات الاستباقية الأخيرة التي استهدفت التنظيم المجرم وقياداته الضالة. وأوضح ل «عكاظ» محافظ شبوة الدكتور علي حسين الأحمدي في حديث هاتفي أمس «أن تسلل الريمي وجماعته إلى الأراضي السعودية احتمال قائم؛ فهو من بين الأهداف الاستراتيجية لتنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن». ويتفق مع ذلك سفير صنعاء لدى الرياض محمد علي الأحول. مخططات القاعدة وتعتقد مصادر أمنية أن الإرهابي الريمي وزمرته كانوا يريدون تجاوز الحدود السعودية عبر منطقة نجران القريبة التي لا يفصلها عن محافظة الجوف اليمنية مسافة لا تزيد على 30 كيلومترا، لأن وجود الريمي وأتباعه في تلك المناطق يثير علامات استفهام مفتوحة، لاسيما أن تلك المناطق تشهد حربا قتالية بين الجيش اليمني وقوى الأمن والمتمردين الحوثيين. وتقول المصادر «ربما أراد الريمي البحث عن مكان آمن يختبئ فيه داخل المملكة ثم التخطيط لتنفيذ عمل إرهابي، خصوصا أن القاعدة وإن كانت تتخذ من اليمن مقرا لها فإن عينها على المملكة لجهة القيام بشن هجمات إرهابية، وهو سبب كاف للتسلل إلى أراضي المملكة». مأزق القاعدة يؤيد نائب رئيس مركز الخليج للأبحاث ورئيس قسم مكافحة الإرهاب مصطفى العاني، معلومات تفيد بتخطيط الريمي وأتباعه للتسلل إلى الأراضي السعودية للقيام بثمة عمل إرهابي «كي تثبت القاعدة وجودها، وأنها ما زالت قادرة على العمل رغم الضغوط الأمنية التي تواجهها في المملكة واليمن». متوقعا أن الريمي أراد التسلل على الأرجح إلى المملكة عبر منطقة الربع الخالي. ويعتقد العاني أن أكثر ما يسيء القاعدة في اليمن هو التنسيق الأمني المباشر بين الرياض وصنعاء، فهو يشكل لها مأزقا خطيرا تمثل في الضربات الأمنية الناجحة التي تلقاها التنظيم الإرهابي. مشيرا إلى أن القاعدة لن تتوقف عن التخطيط والتنفيذ بهجمات هنا وهناك، رغم فشلها الذريع في محاولة اغتيال مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز أواخر أغسطس (آب) الماضي، وتفجير طائرة ركاب أمريكية تزامنا مع احتفالات الميلاد. تأكيد المعلومات وأكد محافظ شبوة صحة المعلومات التي نشرتها «عكاظ» الخميس الماضي حول إخفاء القاعدة لثلاث جثث من موقع تجمعت فيه قيادات وعناصر التنظيم المجرم بعد الغارة، التي دكت حصنهم في منطقة جبلية معزولة في شبوة يوم ال 24 من ديسمبر الماضي، ويوضح «بعد دقائق من توجيه الضربة الصاروخية لحصن القاعدة، سارعت عناصر من التنظيم إلى نقل الجثث الثلاث وعدد غير قليل من المصابين جراء الضربة إلى مكان مجهول، حسب معلومات أمنية محلية توفرت في المحافظة التي أصبحت وجهة يقصدها الغرباء من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي. الوحيشي والشهري وأفاد الأحمدي أن آخر مرة رصد فيها أمير تنظيم القاعدة في اليمن ناصر الوحيشي ونائبه سعيد الشهري أمنيا، كانت عند مشاركتهما في تجمع القاعدة الذي استهدفته الغارة الصاروخية الشهر الماضي، مبينا أن اختفاءهما إلى هذا الوقت وعدم نشر التنظيم أي بيانات إنترنتية -كما جرت العادة- يزيد من ترجيحات مقتلهما في الغارة، وأن إخفاء جثتيهما ونقلهما من الموقع المستهدف يعزز من احتمالات مصرعهما. وكشف المحافظ عن هوية سعودي ثان من عناصر تنظيم القاعدة كان قد قتل في تلك الغارة، وأنه يدعى (العيص) ودفنه رفاقه مع زميله تركي قليص في منطقة لودر. ولفت إلى أن السلطات الأمنية تواصل التحقيق مع أربعة من أتباع قائد خلية شبوة عبد الله المحضار الذي قتل الأسبوع الماضي، مؤكدا على التعاون الأمني بين المملكة واليمن وأن الرياض شريك رئيس ومهم لصنعاء في النجاحات التي تحققت والضربات التي تلقتها القاعدة. وفي الشأن ذاته، أكد السفير اليمني في الرياض علي محمد محسن الأحول على التعاون والتنسيق التام بين الأجهزة الأمنية بين البلدين ومكافحة الإرهاب، وهو ما أدى إلى تحقيق بلاده للنجاحات المتتالية ضد تنظيم القاعدة في اليمن. مشددا على أن التعاون يأتي تجسيدا حقيقيا لرغبة القيادتين وتصميمهما على مكافحة الارهاب وكل ما يهدد أمن وسلامة الشعبين الشقيقين.