تظل شخصية «الحائلي» ذات قرع لذيذ يأسرك في عطائه وأفعاله ومنطوق لسانه، ولأن الوفاء سمة ملازمة له؛ يتجاوز في حدود وفائه ثنايا «أجا» و «سلمى» ليجبرك على الوقوف احتراما كبادرة تقدير نعبر عنها دائما ب «أقل ما يمكن تقديمه». مشهدنا الثقافي يضج بكثير من الساخطين والناقمين ومن لا يعجبهم «شيء»، إلا أن ثمرات النادي الأدبي في حائل تجاوزت ذلك وأكثر، وشكلت رقما صعبا في خارطة الحراك لم يعترف بالروتين والبيروقراطية أو كثير من نرجسية المثقفين, ومن شاهد ركنهم «القصي» بأمتاره الثلاثة في معرض الرياض للكتاب، وقارنه بحجم المنتج الثقافي الذي قدموه هذا العام فقط سيعرف مفارقة تفننا «احتفاء» بالآخر مقابل جلدنا لذاتنا التي تقول: أنا منكم وفيكم. عشرات العناوين ذات المضمون الراقي أبرزها نادي حائل لعموم القراء هذا العام، مع لغة من الوفاء حاضرة لكل باحث عن بصيص «نشر» مع متاهات الناشرين وسخف المضامين، ويكفي من ذلك الوقوف احتراما وتثمينا لشاعرنا الفذ محمد الثبيتي ونشر أعماله الكاملة في مجلد واحد، وكذا الحال مع القاص جارالله الحميد مستشعرين كيف يكون الاحتفاء، فكل مبدع وإن قست عليه دروب الحياة يسعى أن يكون نتاجه بين أيدي الناس. بين الشعر والنثر والفكر والنقد والفن حضر نادي حائل في المعرض يغرد منفردا، وجميع من تلقف شيئا من نتاجه خرج مراهنا على حراكه المستقبلي، مستبدلا سخط المثقفين إلى «دعه يبدع.. دعه يمر»، والأجمل يكمن في حالة التكاتف الاجتماعي في دعم المسار الثقافي النشط في منطقة حائل عبر الفعاليات والندوات في النادي بطرح غير تقليدي ومواضيع تمس المشهد الثقافي بمختلف أطيافه المنتمية، وأخيرا عرس الاحتفاء بالمبدعين عبر «جائزة حائل للرواية المحلية» التي أعلنت عن تنافس روايات (شغف شمالي ماتبقى من أوراق محمد الوطبان تقرير إلى يوليوس قيصر مالم تقله نوف) على الجائزة التي سيعلن فائزها في إبريل القادم. بلغة الحق والإنصاف، نادي حائل الأدبي علق جرسا تجاوز تفكير الجهات الرسمية التي كان يفترض بها أساسا دعم المبدعين، وقدم مشروعا سيغدو بعد حين قريب مأسسة للإبداع والاحتواء، وأعجب وأنا أرقب مثلا جيرانه من الأندية الأدبية في معرض الكتاب وأركانها خاوية على عروشها، بينما تتقاذف الأيادي هنا وهناك كتبا تحمل شعار نادي حائل الأدبي، وتشهد روحا خلاقة غايتها الإبداع... فهل من مستوعب لهذا النوح الجميل يا بعد حيي؟ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة