تخرجت في الجامعة العام الماضي، أعاني من صعوبة في النطق وعدم القدرة على السمع، منذ أربعة أعوام جاء شاب إلى منزلنا طالبا الزواج مني، لكن أهلي بعد أن استقبلوه وعرفوا مبتغاه وأخبروه بمرضي رفضوه لأنه ليس من قبيلتنا، وما أن غادر منزلنا حتى فتحوا باب غرفتي وانهالوا علي ضربا، وبعد أيام ذهب والدي وسأل عنه فوجده من خيرة الشباب، الغريب أنه متمسك بي ويقول إنه راغب في الزواج مني حتى لو كنت مجنونة ولست مريضة بعدم القدرة على السمع أو النطق، وذات يوم اتصل والدي وسأله عن أحد الأشخاص فقال إنه أخوه الأكبر من أبيه، وكانت تلك المعلومة صدمة لأبي لأن أخاه زميل أبي وصديقه في العمل، بعد ذلك أخبره والدي بموافقتنا شريطة أن يبلغ أهله بمرضي، ومع أن والدي قد حل أكبر مشكلة في هذا الموضوع لكن تبقى مشكلة عدم موافقة والدتي على هذا الزواج لانها في الأساس لا تحبني بسبب مرضي وأشعر أنها تحب أختي أكثر مني، وتكرهني وتضربني دائما وتحرض الآخرين على ضربي، ودائما تكيل لي الشتائم وتعيرني بمرضي وجعلتني خادمة في البيت.. كيف أتخلص من معاناتي هذه وأتزوج ممن أحب. البنت المريضة الواضح أن المسافة بينك وبين تحقيق ما تتمنينه لم تعد طويلة، أهلك شأنهم شأن الكثير من الأسر التي ترفض فكرة وجود علاقة بين ابنتهم وبين رجل حتى لو كان صادق المشاعر وذا مقصد واضح وشريف ويريد الزواج منها، والواضح أن ما تعرضت له من ضرب كان بقصد إنهاء هذه العلاقة، إلا أنهم تراجعوا عن إصرارهم ومشوا في طريق البحث عن الشاب وأهله وصاروا مقتنعين به، ولم يبق لك إلا موافقة والدتك، واعذريني يا ابنتي إذا قلت لك أنني أشم من رسالتك رائحة عناد منك مع أمك، وهذا ليس في مصلحتك، وحين تؤكدين في أكثر من موضع في هذه الرسالة على أن أمك تكرهك، فهذا لا يعني إلا أمرا واحدا هو أنك وصلت إلى حد صرت أنت من يكره أمه، توقفي مع نفسك قليلا وراجعي طريقة تعاملك معها، ليني جانبك لها، وتذكري أنك أنت من يحتاج إلى موافقتها لكي تتزوجي ممن تحبين، وأنت أيضا من يحتاج لرضاها كي تدخلي الجنة، قللي من عنادك، وتعاملي معها بحب وتأكدي أنك ستنجحين في إخراج الحب الكامن في نفسها لك، لا تكرري على نفسك عبارة هي تكرهني، لأن هذا سيجذب لك ما لا تحبين منها من سلوك، وتذكري دائما أنها أم تريد لابنتها الخير وفقا لتصورها، فإن خالفتك في هذا الجانب فلا يعني أنها تكرهك، تقربي من أبيك وإخوانك ومن أمك أيضا واستعيني ببعض من تحبهم أمك لتليين موقفها وأكثري من الدعاء في سجودك بأن يختار الله لك الخير.