أنا طالبة في ثالث متوسط، وأكبر إخواني، مدرستنا مثل كل المدارس تمنع حفلات التخرج، فقررنا أنا وصديقاتي أن نقيم حفلة خارج المدرسة، وقلت لأهلي فوافقوا إلا أمي لأنها لا تسمع الأغاني ولا تسمح لنا بالذهاب للأسواق إلا للضرورة.. ووعدتها بأن لا نسمع الأغاني في الحفلة، ووافقت أمي حين التزمت بشروطها، لكنها غيرت رأيها وطلبت مني أن اعزم مجموعة قليلة منهن في استراحة لوحدنا دون الباقين ورفضت اقتراح أمي. المشكلة الآن أن أبي صار مقتنعا بفكرة أمي، التي للأسف كلما مرت بي لحظة جميلة تدخلت أمي وضيعت تلك اللحظات مني، حتى أصبحت أشعر أنها تكرهني ولا تتمنى لي السعادة مع أني أكبر إخواني، وهي وعدتني من زمن بعيد بهذه الحفلة، وبسبب موقفها معي صرت أصرخ في وجهها رغما عني، ثم أندم على ذلك، ولم أعد أعرف سبب معاملتها لي. نادين الطائف أول ما ينبغي عليك معرفته، أن أمك تحبك، وتخاف عليك، مع يقيني أن هذا الخوف يتم التعبير عنه بطريقة خاطئة وبها الكثير من المبالغة والتشنج، ولكن يمكن لمثل هذا الحب والحرص منها أن يشفعا لها فيما ترتكبه من أخطاء في تعاملها معك، أما موضوع الحفل الذي تريدين إقامته بطريقتك أو بطريقتها، فكان بالإمكان تفادي هذه الصراعات التي تم خوضها من قبلك معها لو أنك استعنت بأم إحدى صديقاتك، فهن أقدر منكن على التفاهم مع بعضهن، لذا نصيحتي لك أن تعاودي التواصل مع إحدى الأمهات لحل مثل هذه الإشكالية، والجزء الآخر المهم يكمن في طبيعة التصرفات التي كنت ولا زلت تمارسينها مع أمك، فالواضح أنك تتعاملين معها دون اعتبار لوضعها كأم، وصراخك عليها سيزيد من ممانعتها لك وسيزيد من تصرفاتها المزعجة لك، لذا عليك أن تدركي أن مثل هذه التصرفات لن تجلب لك ما تتمنينه من تفاهم وتعاون من قبل أمك معك، وعليك أن تغيري من طريقة تعاملك معها، بحيث تصبح تعاملاتك معها مبنية على الاحترام والتفاهم وليس على الصراخ والعناد والغضب والانعزال في الغرف بعيدا عنها، كما أن هناك ورقة مهمة في حياتك وموجودة في دائرتك تكمن في والدك، فمع أنك قد أكدت على أن معظم القرارات بيد الوالدة، إلا أن قربك من أبيك وتحسين العلاقة معه سيساعدك على تليين مواقف أمك المتشددة في كثير من المواقف.