كشفت ل«عكاظ» هاجر والدة الجامعيات الخمس، اللواتي رفضن العودة لمنزل والدهن («عكاظ» 18/3/1431ه)، تفاصيل جديدة عن طريقة حياتها مع زوجها السابق الذي يعمل مسؤولا في إدارة الأوقاف والمساجد في منطقة عسير. وقالت المطلقة هاجر: إن المشاكل التي قضتها مع زوجها امتدت لأكثر من 22 عاما وليس خمسة أعوام فقط، «إذ ضربني أكثر من 50 مرة، كان آخرها في أحد شوارع إمارة الشارقة وأمام الناس، وتلك كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، حيث قررت من يومها عدم الاستمرار في الحياة معه». وقالت: إن معاناتها تجاوزت حدود الوطن، وتحديدا في دولة الإمارات، إذ كان يعمل في مكتب الدعوة والإرشاد في دبي عام 1997م، مدافعة عن صدقية أقوالها بحكم محكمة دبي (حصلت «عكاظ» على نسخة منه)، والذي نص على إلزام الزوج بحسن عشرة الزوجة وأبنائهما وعدم الاعتداء عليها بالضرب. كما ألزم نص الحكم زوج هاجر السابق أن يدفع للزوجة مبلغ 2000 درهم شاملة الغذاء والكساء وإلزامه بدفع مبلغ 3000 درهم للنفقة على الأولاد وهن أسماء وزهور وأثير وإيمان وعامر ورزان. وتتابع هاجر: «كان زوجي يعلق عصا في المنزل ليخوف الجميع وفي إحدى المرات ضربني حتى فقدت الوعي من قسوة الضرب وخرج من المنزل، ففتحت الباب وتركت الأولاد وركبت سيارة أجرة، إذ كانت كل ملابسي ملطخة بالدم، وأسعفني السائق عند أقرب مستشفى، وبعد إجراء التحقيق معي أخبرتهم أنني تعرضت للضرب من زوجي». وتزيد هاجر: من شدة المعاناة رفضت التنازل إلا بشرط إعادتي إلى أبها عند والدي، ولدي تقرير طبي يثبت هذه الحالة وبعد عدة محاولات تنازلت عنه. وتواصل هاجر سرد معاناتها، عدنا إلى أبها عام 1420ه وأثناء زيارتي إلى أهلي رفضت العودة إلى بيت زوجي إلى أن حصلت على الطلاق، ومنذ ذلك الوقت رفض الإنفاق على بناته إلا مرة واحدة فقط. وتتذكر هاجر أول مرة تضرب فيها على يد زوجها بالقول: إنها تعود لأكثر من 22 عاما وتحديدا بعد أن وضعت ابنتها الكبيرة أسماء، حيث أدخلها الضرب حينها المستشفى، نتيجة كسر في أحد عظام جسدها، حيث استخدم سلكا حديديا وعلى مرأى من أمه، لتستمر المعاناة منذ ذلك الحين، خصوصا وأن أبي وأخوتي كانوا يطلبون مني الصبر من أجل أبنائك. وتتابع أم البنات بحرقة: استمرت المشاكل بيني وبين زوجي، وفي محاولة لمعالجتها، كنت أجلس في منزل والدي أكثر من ستة أشهر، فيتدخل مشايخ القبائل فأعود، فلا يمر أسبوع إلا ويعاود ضربي، وحرماني من الخروج، أو الاحتكاك بالجيران، حتى ملابس العيد حرمني وبناتي منها، وعندما يسمعن بناتي صوت والدهن يختبئن تحت سرير النوم من شدة الخوف. وأكدت هاجر أنها لن تذكر الحقائق كاملة، لكنها لن تنسى كيف كان يحرق بناته بسيخ حديدي ولأتفه الأسباب، وهذا مثبت في تقارير لجان متعددة. وخلصت أم الجامعيات أن بناتها متفوقات في دراستهن، متسائلة: كيف نسمح لأب أن يحطم مستقبل بناتي بعد كل هذا التعب، لا سيما وأنني توليت الإنفاق عليهن في دراستهن من المرحلة الابتدائية مرورا بالمتوسطة فالثانوية بشهادة مديرات المدارس، حتى عندما أقمن مع والدهن في الباحة لمدة سنة أرسلت لهن كل ما أملك من مجوهرات للإنفاق عليهن.