«لا أعلم بل لا أصدق حتى اللحظة ما حدث لي ولبناتي (بعد رحيل زوجي قبل ثماني سنوات) ربما لم أتخيل أن أعيش الألم لحظة بلحظة. عايشت لحظة فقدانه وأثناء حزني عليه وقبل حتى أن أفيق أن رفيق دربي رحل وتركني أنا وبناته بعد أن أمن لنا مستقبلنا وقام بكتابة المنزل وإحدى مؤسساته باسمي حفاظاً على حقي في حياة كريمة بعد رحيله فأنا الزوجة الثانية لرجل متزوج وله أبناء وبنات وخصوصاً لامرأة غريبة ليست من الجنسية السعودية هو يعلم أنني غريبة ولا أحد لي سوى حنانه وبناتي الثلاث. هل تسمحوا لي أن أقف عند بناتي وحكايتهم مع الزمان فقد حرموا من والدهن والآن سيحرمون من والدتهم أيضاً فبعد أن حكم لي القاضي بالحضانة اعترض أبناء زوجي فتغيرت القضية لمصلحتهم وتم إسناد الحضانة للأخ الأكبر مع السماح لي برؤيتهم كل ثلاثة أيام في مبنى الحقوق المدنية لمدة ساعة. حدثت الكثير من المشكلات المؤلمة من حبس وضرب وضغط على البنات لتغيير أقوالهم تدخلت الكثير من الجهات مشكورة بعد وصول صوت استغاثتي لهم بعد أن تم حبسنا في ملحق المنزل لمدة طويلة وتم إيداعنا حينذاك في دار الحماية على أن تحال القضية للجنة إصلاح ذات البين تم الضغط عليّ لأتنازل عن المسكن والمؤسسة فتنازلت بعد أن أقنعني الجميع بأن هذا الحل سيطمئن أبناء الزوج وستحل موضوع الحضانة لمصلحتي بعت كل شيء وتنازلت عن كل شيء لأشتري بناتي. ضربت وعذبت كثيراً كنت أرى بناتي يعانين وأخشى أن أتحدث منعاً لتعرضهم للضرب والحبس والحرمان من المدرسة إذا فعلت ولأكون صادقة أكثر حتى لا أحرم من 60 دقيقة أعيش من أجلها وأحلم بها وتكفيني لأعيش وأتنفس تحسباً واشتياقاً للقاء الثاني. ألقيت في الشارع بعد أن كنت أملك المنزل أرسلت برقيات استغاثة لكل الجهات الرسمية وغير الرسمية تركت مدينة زوجي التي بها بناتي لأطالب بحقي في حضانتهن ورؤيتهن والعيش معهن. ظلمت كثيراً كثيراً وتنازلت عن الكثير وأخفيت كثيراً من الأدلة التي تدين كل من اعتدى علي وضربني وبناتي في مكان رسمي! وعلى أتم استعداد ان أسامح كل من أساء لي بشرط أرى بناتي واحصل على حكم حضانتهن تحت مسؤولية أي جهة رسمية من حقي أن أراعيهن فبطني كنت لهن حواء، استصدر أبناء زوجي أمر ترحيل وبقى لي أسبوع في بلد الإسلام والإنسانية أمهلني قسم الشرطة أسبوعاً واحداً بعد أن توسلت إليهم لأطرق كل الأبواب التي قد تعيد لحياتي البسمة والأمل لا أريد سوى بناتي أتمنى خدمتهن أحلم بهن أتحسس خصلات شعورهن .. لي عام بالكامل لم أسمع صوتهن أخشى أن أنسى ملامحهن المرسومة داخل تجاويف قلبي وروحي». هذه استغاثة وصلتني .. ورسالتي إلى الوالد أبي متعب الملك الإنسان المحبوب لا حرمنا الله منه - والذي لا يرضيه أن تظلم أنثى في بلاده - أن تكون هذه الحالة وأمثالها تحت رعايته وتحت كنفه وأن يمنع ترحيلها فهي أم لفتيات سعوديات يحتاجن لحضن أمهن الدافئ وحتى تتمكن من متابعة قضاياها العالقة التي تمكنها من أحضان بناتها فهي أولى بهن. [email protected] Twitter | @s_almashhady