أكد ل «عكاظ» المستشار القانوني المحامي إبراهيم السنيدي، الذي يتولى ملف قضية الفتيات الجامعيات الخمس، اللواتي يرفضن العودة لمنزل والدهن المسؤول في مديرية الأوقاف منطقة عسير ، أن التعذيب الذي تعرضت له الفتيات، كان خلال فترة إقامتهن عند والدهن قبل ثلاثة أعوام. واستند المحامي في تأكيداته إلى شهادة شقيق الأب، المرفقة في ملف القضية، والتي تدين الأب، بالإضافة إلى التقارير الطبية الصادرة من الشؤون الاجتماعية والمستشفيات الحكومية، ما أدى لهروب الفتيات إلى جدتهن للأم. وهنا، يتدخل (فيصل . ق) شقيق الأب المسؤول في الأوقاف بالقول: «إن والد الفتيات الجامعيات ليس أهلا لحضانة بناته، وإنه لا يتحلى بصفات الأب الكامل الذي يضحي لأجلهن، أو يحرص على سعادتهن، ولا يملك ذرة من حنان الأب، وإن أهدافه مادية بحتة»، داعيا لإعطاء الحضانة لوالدتهن. وأشار عم البنات إلى معاناته وأخواته من شقيقهم (والد الفتيات)، وخصوصا بعد وفاة والدهم، حيث أدخلنا السجن، لأننا رفضنا الافتراق عن بعض، كما ضربنا وشتمنا لأسباب تافهة. ويعود المحامي ليؤكد أن حضانة الأم مقدمة على حضانة الأب في الشرع، مشيرا إلى أنه وبحسب اطلاعه على تفاصيل القضية، فإن مصلحة الفتيات تقتضي بقاءهن لدى الأم والجدة، «حتى لا يضيع مستقبلهن الدراسي»، منطلقا من القاعدة الشرعية «لا ضرر ولا ضرار»، إذ أن الأب متزوج من امرأة ثانية، في سن ابنته الكبرى، وهو غير متفرغ لرعايتهن، فيما أم الفتيات غير متزوجة، بالإضافة إلى أن اتهام الأب لأخوال البنات بالتعذيب غير صحيح على الإطلاق. من جانبه، أكد ل «عكاظ» عبداللطيف خال الجامعيات أنه وأشقاءه، يرعون بنات أخته وينفقون عليهن منذ أكثر من 15 عاما، بموجب مشاهد رسمية من أبها والمنطقة الشرقية. وقال: «ليس في هذا منة، وهو لم يكن بعد الانفصال، إنما بدأ عندما كانت أخته وبناتها يلجأن إليهم هربا من جحيم والدهن، حيث كن يمكثن في منزل والدهن شهرا ويهربن عند أخوالهن شهرين أو ثلاثة». وأوضح عبداللطيف، أنه بعد انفصال أخته عن زوجها عام 1419ه، انقطع الأب عن أولاده، ما دعانا لمطالبته عبر المحكمة بالنفقة على أولاده، لكنه لم يفعل، مشيرا إلى أن بنات أختنا هربن منه واستأجرنا لهن منزلا متكاملا بإشراف أمهن في المنطقة الشرقية، لسترهن واستقرارهن. وأشار إلى أن خير دليل على تفوق الفتيات واستقرارهن النفسي، تفوقهن في الدراسة، بعيدا عن والدهن، الذي يلبس عباءة الدين، لتضليل الناس على حد قول خال الفتيات. وزاد الخال عبداللطيف: أثناء هروب بنات أختي من والدهن إلى المنطقة الشرقية، سلمتهن والدتهن إلى جمعية حقوق الإنسان والشؤون الاجتماعية، التي فتحت لهن ملفات، وكشف عليهن وأصدرت اللجان المشكلة تقارير محايدة من جهات حكومية أدانت الأب وأثبتت أن التعذيب حصل لهن، خلال فترة تواجدهن عند أبيهن. وقال إن ما أثبتته اللجان حقيقة وليس اتهاما، متحديا أن يثبت الأب خلاف ذلك، ونحن نستند على تقارير طبية حكومية ومشاهد تدين الأب ولا نتحدث من فراغ.