تسمية المدارس ليست مجرد عملية إدارية يسهل التعريف بها وبمواقعها وعدد فصولها وطلابها ومدرسيها، تسمية المدارس جزء من العملية التربوية، والأسماء التي تمنح للمدارس تشكل نماذج مثالية لرجال من عظماء الأمة والوطن يتنزلون منزلة القدوة يحتذي بهم الطلاب وعلى نهجهم يسيرون، وعلى هذا الأساس يمكن لنا أن نقدر أسماء مدارسنا في مختلف مراحل التعليم حين تعلو أبوابها أسماء الصحابة والخلفاء الراشدين والعلماء وقادة هذا الوطن. هذا الدرس التربوي يغيب غيابا كاملا عن مدارس البنات حين يكتفي بمنحها أرقاما باردة جوفاء لا تدل على غير تسلسل رقمي وكأنما هذه الأمة لم تعرف نساء جديرات بأن تحمل هذه المدارس أسماءهن، كأنما تاريخنا لم يعرف خديجة بنت خويلد ونائلة وأسماء وزبيدة، التي إن تجاهلتها المدارس لا تتجاهلها العين التي لا تزال تقف مشاهدة على ما صنعته امرأة من هذه الأمة في التاريخ وللتاريخ. غياب أسماء شهيرات هذه الأمة عن أن تكون أسماء لمدارس البنات يخفي تحته عقدة قديمة لا تزال تسري في عروقنا رغم مكابرتنا وادعائنا أننا قد تجاوزناها، غياب هذه الأسماء أو بالأحرى تغييبها لا معنى له إلا أننا لا نزال نرى أن أسماء النساء عيب، وذكرهن من خوارم المروءة، فهل آن لنا أن نبرأ من هذه العقدة فنحسن أسماء مدارس بناتنا كما أحسنا أسماء مدارس أبنائنا؟. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة