عندما قرأت الخبر المخجل تذكرت جملة قالها أحد الزملاء عندما استوقفه شخص ما ذات يوم وأخبره أن الثوب المطرز (بغرزتين بلون غير شكل) على طرف الأكمام تعتبر من خوارم المروءة! خوارم المروءة كم استوقفتني هذه الكلمة طويلاً ، فعلاً فقبل أن نعرف خوارم المروءة نحتاج معرفة المروءة ما شكلها وكيف تكون نحتاج أن نعممها وندرسها ونتعلمها ونعلمها. لأنها غابت بل واندثرت وظهرت بديلاتها بكل خباثة وبكل قذارة وبكل فخر أيضاً، وأصبحت المروءة عملة نادرة بل نادرة جداً في زمن أصبحت هذه الجرائم تمر علينا مرور الكرام ولا تجد عقوبات رادعة ولذلك تتكرر ونسمع عنها كثيراً وما نسمع عنه هو ما ظهر على السطح وكلنا يعلم عن حالات تحدث (ولا يتمكن أصحابها من التحدث) لأنهم سيعاقبون هم لأنهم (غير رجل) أو ستعايره أمه أو أخته أو سيعاقب هو نفسه ظناً منه أنه ليس قوياً بما فيه الكفاية ليدافع عن عرضه الذي استباحه البعض في لحظة (تعمد ومحاولة كسر عين وأنف وشرف رجل) هذه الآن هي الرجولة.. الرجولة الآن أن يجتمع خمسة أفراد أو ستة على شخص واحد يشلون حركته بعدما عرفوا كيف يستدرجونه إلى منزلهم تحت دعاوى مختلفة أبجحها على الإطلاق الدعوى على الإفطار. يا الله عفوك كيف يستغل شهرك الكريم لاستدراج شاب أعتقد خاطئاً أن الهدف الإفطار الجماعي مع زملاء العمل... يا الله عفوك كيف ومن يتمكن من أن يفسر لي لماذا كان المجرمون صائمين وهم يبيتون النية لمراودة أحدهم عن نفسه... وإذا ما مارفض سيكون مصيره الطعن بالآلات الحادة لأنه لم يستجب لدناءتهم ولسوء نياتهم التي لم ينظفها الصيام. هذا الخبر الذي طالعته عن الشاب العشريني الذي تلقى دعوة للإفطار مع زملاء العمل الذين يعملون في أشرف بقاع الأرض عربات السعي في الصفا والمروة.. طعنوا صديقهم 23 طعنة قبل أن يهرب من بين أيديهم المتسخة في وضع صحي سيئ . وفي أيام الرحمة والمغفرة والعتق من النار وفي أشرف بلدان العالم. خوارم المروءة ليست تطريزاً في الكم.. وليس بنطلون جينز قد يكون صاحبه شخصاً ذا مروءة تمنعه أن يستدرج أحدهم.. ليكسر عينه. يا رب بحق هذا الشهر الفضيل أتمنى معاقبة المتهمين الذين لم يراعوا حرمة البلد ولا الشهر الفضيل ولا الأيام التي صفدت فيها الشياطين، الحقيقة على رغم أن ما نسمعه عن هذه الحالات تبرهن لنا أن في بني الإنس شياطين لم تصفد بعد ونحتاج أن نجعلهم نموذجاً رادعاً لهم ولغيرهم لأنها جريمة المفترض ألا يقبل فيها تنازل أو صلح أو تعويض أو خلافه لصالح مجتمعنا المسلم ولصالح البشرية والإنسانية جمعاء. [email protected]