في مقال قرأته قبل فترة نبهت الكاتبة اليمامية القديرة الدكتورة أميرة الزهراني قراءها والمجتمع إلى ملاحظة نفسية قد لا يلقي لها أحدنا بالا عند تعامله مع الأطفال الصغار، مع ما لذلك التعامل من أثر نفسي حاد على الطفل البريء الذي يأتي من يداعبه وهو في سن الخامسة أو الرابعة بقوله: من تحب أكثر «بابا «أم ماما؟» ويكون السؤال أحيانا أمام الأبوين، وهو سؤال محرج يضع الطفل الصغير في دائرة من الحيرة والحرج حتى لو أجاب ذلك الطفل سائله بذكاء فقال له أحب بابا وماما: جمعهما معا، فإن السائل لا يكتفي بإجابته بل يحاصره حصارا شديدا بأن يطلب منه تحديد أحدهما فقط وأنه أكثر حبا له من الثاني يا بابا: يا ماما، فتدور عينا الطفل بين والده ووالدته اللذين قد لا يدركان مدى ما وقع فيه صغيرهما من حرج وألم نفسي، دون أن تسعفه خبراته وسنه في التهرب من الإجابة ويجد نفسه محشورا في زاوية ضيقة فيعلن حبه الأكثر لوالده أو والدته حسب ما تملي عليه حالته النفسية في تلك اللحظة، وقد يعقب تصريحه بنظرة بريئة يملأمها الرجاء وربما الخوف من أبيه أو أمه لأنه فضل بحبه الأكثر أحدهما على الآخر، خشية منه أن يكون قد أغضب صاحب الترتيب الثاني في درجة الحب، وقد لا يلاحظ ذلك كله السائل أو الأبوان وإنما يقابلون ذلك الإحراج البريء بإطلاق ضحكات ساخرة على ما صرح به ذلك الطفل المسكين! وتتحدث الكاتبة القديرة الدكتورة أميرة عن تجربة من هذا النوع مرت بها وهي طفلة، وكيف أن آثار ذلك السؤال اللئيم: من تحبين يا شاطرة أكثر بابا ولا ماما؟ لم يزل منغرسا في عقلها وقلبها منذ سمعته لأول مرة لما سببه لها من ألم وحيرة في الاختيار والتفضيل بين أحب الناس وأقربهم إليها فأشكر لها هذا التنبيه المهم وأجدها مناسبة لتذكير نفسي وجميع الآباء وأفراد كل أسرة لديها أطفال صغار بأن الطفل كائن حي كامل الإحساس وأنه تجرحه جدا عبارات السخرية من كلماته البريئة وعباراته المتلعثمة ونطقه الطفولي لبعض العبارات وهو يحاول إجادة الكلام وأن كل ذلك ينحفر في نفسه ويؤثر على سلوكه وعلاقاته بالآخرين مستقبلا وأن قاعدة: «طفل صغير لا يعي ولا يفهم» هي قاعدة نفسية وخلقية بالية أثبتت الدراسات عدم صحتها على الإطلاق! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة