علمت «عكاظ» أن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، وبعد اطلاعه على التقرير النهائي في أحداث شغب دار الفتيات، وجه بتشكيل لجنة محايدة للتحقيق في الحادثة التي أصيبت فيها أربع نزيلات وشكلت على إثر ذلك لجان للتحقيق الشهر الماضي. وكشف ل «عكاظ» مصدر مطلع عن أن «وزارة الشؤون الاجتماعية أجرت تعديلات لسبع مرات على التقرير النهائي الذي اطلع عليه أمير منطقة مكةالمكرمة، في محاولة لتفادي الملاحظات التي قد تتحمل الوزارة المسؤولية المباشرة فيها». وأوضح المصدر «حينما اطلع الأمير خالد الفيصل على التقرير النهائي وقارنه ببعض الحيثيات التي لم يتضمنها التقرير، أصدر توجيهه باللجنة المحايدة». وكانت دار رعاية الفتيات في مكةالمكرمة شهدت الشهر الماضي حالات شغب أدت إلى إصابة أربع نزيلات وشكلت على إثرها لجان للتحقيق في الأسباب التي أدت إلى ذلك. وهنا نبه المصدر أن ترشيح الوزارة لبعض الأسماء في عضوية لجنة التحقيق، ربما يضعف سير التحقيقات على حد وصفه لاسيما أن إفادات بعض مسؤولي الوزارة تشير إلى أن المبنى واحد من الأسباب التي أثارت شغب الفتيات، ونتج عنه إصابة عدد منهن، ولفت المصدر أن المشكلة الرئيسة التي لم تتنبه لها الوزارة تكمن في تشتيت المسؤولية، ما أدى إلى ضعف القرار وبالتالي ضعف التعامل مع الأمور وغياب سرعة اتخاذ القرار. وكشف المصدر أن اللجنة الخماسية التي شكلت في وقت سابق وأنهت أعمالها توصلت إلى حقائق من بينها أن أخصائيتين تحملان شهادة الماجستير أبلغن الوزارة ببعض الملاحظات الجوهرية التي لم يتم التعامل معها بجدية وفي حينه، ونتيجة لعدم جدية الوزارة في مقابلة الأخصائيتين تم تحرير شكوى من 12 صفحة توضح جميع حقائق الدار والممارسات التي تدور خلف جدرانه. وفيما طالبت لجنة التحقيق بتدوير الوظائف القيادية النسائية لضمان عدم تكرار الحادثة، إلا أن الوزارة، ممثلة في مسؤوليها، تحفظت على التوصية بحجة أن النزيلات بحاجة إلى مسؤولات صارمات في القرار. وتضمن تقرير اللجنة الخماسية رصد حالات ظلم طال عددا من النزيلات، فضلا عن استمرار عمليات الإزعاج نتيجة استمرار أعمال الترميم في المبنى لأكثر من عامين وثمانية أشهر، إضافة إلى تعرض النزيلات للضرب والتعنيف والتوقيف، وحرمانهن من التشميس والخلوة الشرعية. من جهة أخرى، رشحت حقائق جديدة حول تكاليف ترميم مبنى دار رعاية الفتيات في مكةالمكرمة الذي شهد حالة الشغب، ففي الوقت الذي أكدت مصادر «عكاظ» أن تكاليف الترميم بلغت ثمانية ملايين ريال، أوضحت مصادر أخرى أن تكاليف إنشاء مبنى الوزارة في جدة ستة ملايين ريال، ولم يتسن ل«عكاظ» الحصول على تعليق رسمي من الوزارة حول هذا الأمر.