علمت «عكاظ» أن التقرير النهائي للجنة الخماسية المشكلة من وزارة الشؤون الاجتماعية للتحقيق في حادثة شغب دار الرعاية للفتيات في مكةالمكرمة وثق تعرض النزيلات لمعاملة غير إنسانية وسوء التغذية والمبنى، وتكليفهن بأعمال النظافة التي ليست من ضمن مهامهن. وبينت المصادر أن التقرير أثنى على الأخصائيتين المتهمتين بتحريض النزيلات على إثارة الشغب، داعيا التقرير الشؤون الاجتماعية إلى تثبيت الأخصائيتين في وظائفهما نظير سيرتهما الحسنة وتعاملهما اللطيف وأهمية وجودهما مع النزيلات. وأشار التقرير إلى تثمين أعضاء اللجنة جهود الأخصائيتين اتجاه النزيلات. واكتفى المدير العام للشؤون الاجتماعية في مكةالمكرمة الدكتور علي الحناكي عند سؤاله من «عكاظ» عن ما تضمنه التقرير النهائي للجنة المختتمة أعمالها البارحة، بالقول: «رفعت اللجنة تقريرها السري إلى المسؤولين، وقدمت رؤى وحلولا من شأنها معالجة الوضع بشكل مفيد ينعكس على مسؤولات ونزيلات الدار، ولقد تبين لنا كل حيثيات الحادثة». ودحض الحناكي الأقاويل التي تشير إلى وجود خلاف بين أعضاء اللجنة أثناء إعداد التقرير، مؤكدا عدم صحة الأمر. وبالعودة إلى مصادر «عكاظ» التي أفادت بأن الفترة الزمنية المستغرقة في كتابة التقرير ثماني ساعات متواصلة، بالتحديد من 12 ظهرا إلى 8 مساء البارحة، إثر خلاف على كيفية صياغة التقرير حول بعض النقاط التي لا ترغب إدارة الشؤون الاجتماعية في مكةالمكرمة تسجيلها، بينما أصر أفراد اللجنة إلى إدراجها في التقرير. وسجل التقرير جملة من الملاحظات على إدارة وموظفات الدار أبرزها سوء التغذية، سوء المبنى، المعاملة غير اللائقة، وعدم الاهتمام بدراسة بعض الملفات الخاصة بالنزيلات. وشهدت تحقيقات اللجنة العليا المشكلة من الشؤون الاجتماعية تورط ست نزيلات بالتخطيط للتمرد وإثارة الشغب في دار الرعاية الجمعة الماضية، إضافة إلى استجواب ثلاث اختصاصيات نفسيات واجتماعيات يعتقد بأنهن حرضن النزيلات على الحادثة. يشار إلى أن هيئة التحقيق والادعاء العام رفعت تقريرها إلى إمارة منطقة مكةالمكرمة في منتصف الأسبوع الحالي، متضمنة مائة شكوى مقدمة من النزيلات ضد إدارة الدار تتمثل في تعرضهن للضرب، التعرية ومنع الزيارة عنهن، الحجز الانفرادي، عدم إحالتهن للمستشفيات في حال المرض، وتكليفهن بأعمال فوق طاقتهن. وفي السياق نفسه، منع بعض أولياء أمور نزيلات دار رعاية الفتيات في مكةالمكرمة من زيارة بناتهم خلال أيام الأسبوع الحالي، إثر قرار من إدارة الدار التي أرجعت السبب إلى سير التحقيقات الجارية في الدار.. وعاد أولياء الأمور أدراجهم دون الاطمئنان على بناتهم القاطنات في الدار التي شهدت أحداث شغب تعد الثانية في تاريخ الدار، وكذلك إغلاق المدرسة التابعة للدار.