يعيش النظام السياسي الإسرائيلي أزمة ثقة غير مسبوقة في تاريخه، وفي هذا الإطار اتهمت رئيسة المعارضة الإسرائيلية زعيمة حزب كاديما، تسيبي ليفني رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو باستئثاره بالسلطة عبر الحفاظ على الائتلاف الحكومي بما يضمن بقاءه رئيسا للحكومة، وأنه في سبيل ذلك يتبع طرقا قذرة في الحلبة السياسية، فيعطي الأحزاب الدينية سيطرة كاملة على مقدرات الدولة، ويحقق لها مطالب سياسية تمنع المفاوضات السلمية ويسعى لشق حزب «كاديما»، ولا يفعل شيئا جديا لاستئناف المفاوضات، وهذا كله يؤدي إلى تكريس الأمر الواقع، الذي تبدو فيه إسرائيل بعيدة عن تحقيق الحلم الصهيوني بإقامة دولة تكون بيتا قوميا لليهود. وحذرت، في حديثها خلال مؤتمر القدس اليهودي السنوي من أن تتحول إسرائيل إلى دولة ذات أغلبية عربية، بسبب تجميد مفاوضات السلام مع الفلسطينيين. وقالت، إن الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو، تدير سياسة من دون أهداف وطنية واضحة وتتسبب في خلافات حادة بين إسرائيل وأصدقائها في العالم، وتربك إسرائيل وتعمق الأزمة مع أصدقائها. وأضافت ليفني إن تكريس الأمر الواقع وغياب المفاوضات، يدفع بالكثير من الفلسطينيين إلى تفضيل الدولة الواحدة للشعبين، من البحر إلى النهر، وفي دولة كهذه توجد نسبة عالية من العرب الفلسطينيين، تتزايد باستمرار، وتقترب من المساواة مع عدد اليهود، وإن حكومة إسرائيل ستواجه عندئذ تحديا كبيرا، أن تكون دولة ديكتاتورية عنصرية تجاه العرب، أو أن تكون دولة ديمقراطية تمنح المواطنين الفلسطينيين حقهم في التصويت. وعندئذ تصبح إسرائيل دولة عربية. ويسقط الحلم الصهيوني بإقامة دولة اليهود.