اختفى المقص بعد الفراغ من إجراء العملية لإحدى السيدات، فقرر المستشفى أن يجري تفتيشا شاملا لجيوب الممرضين والممرضات وحقائب الأطباء والطبيبات وبراميل القمامة والنفايات، وحين لم يعثر على المقص عده في عداد خسائر معركة العملية، وسأل الله العوض عن المقص المفقود. وفي حي من أحياء جدة كانت المريضة التي أجريت لها العملية تتلوى من الألم، وتسوء حالتها يوما بعد يوم، وتحولت حالات الصرع التي تنتابها إلى غيبوبة، وأفتى الرقاة أن جنيا تلبسها ولم تفلح الرقية في إخراج الجني، غير أن الأشعة نجحت في الكشف عن وجود مقص في بطن المريضة. حاول المستشفى الذي أجرى العملية أن يتبرأ من المقص، خاصة أنه كان قد أغلق باب البحث عنه بعد مرور أربع سنوات على ضياعه، غير أن تتبع سلالة المقص ومكان صناعته ورقمه التسلسلي أكد للهيئة الصحية الشرعية أن المقص الموجود في بطن المريضة هو نفس المقص الذي أعلن المستشفى عن فقده بعد إجراء العملية لها. الهيئة الصحية قررت عدم إدانة الطبيب الذي أجرى العملية والممرضين المشاركين عملا بمبدأ دفع الحدود بالشبهات، فمن المحتمل أن تكون المريضة قد أعجبها المقص وأرادت تهريبه فبلعته عندما أفاقت من البنج ونسيت أنها بلعته، وهي شبهة لا تدين المرأة لعدم وجود الشهود، ولكنها تكفي لعدم إدانة الطبيب والممرضين. السؤال الهام الذي كان من المفترض أن تجيب عليه الهيئة الصحية يتعلق بملكية المقص وعما إذا كان من حق السيدة الاحتفاظ به بحكم حيازتها له أربع سنوات وإغلاق المستشفى ملف البحث عنه أو يتوجب على المستشفى إعادة فتح الملف وضم المقص مرة أخرى إلى قائمة ممتلكات المستشفى. وإن كنت أرى أن الأفضل ضم المقص إلى مقصات ومتعلقات أخرى تم العثور عليها في بطون مرضى أجريت لهم عمليات، واعتمادها نواة لمتحف وطني لمثل هذه المفقودات، ولا نستبعد أن نجد من بين معروضات المتحف جوالا نسيه الطبيب في بطن مريضة وعلبة مكياج سقطت سهوا من يد طبيبة وخيطت عليها بطن مريض أجرت له عملية. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة