خبر نشرته عكاظ (15 فبراير) أحسبه من المفجعات المبكيات المضحكات. نص العنوان العريض: (تعويض مواطنة حملت مقصًا جراحيًّا في بطنها 40 شهرًا). هو من المضحكات؛ لأن الهيئة الصحية الشرعية (الموقرة) تفضلت بتقرير 40 ألف ريال فقط تعويضًا للمواطنة. كثّر خير الهيئة التي يبدو أنها كانت متعاطفة بصورة غير معقولة مع الطاقم الطبي الذي (نسي المقص في بطن المواطنة). ويبدو أن السبب راجع إلى كون النسيان والخطأ من الحالات التي لا يُؤاخذ عليها المسلم. والجماعة (نسيوا) المقص، وإيه يعني حتى لو (نسيوا كل أجهزة العملية).. في النهاية هو خطأ، أو نسيان، وانتهت الحفلة. أقترح على الهيئة الصحية الشرعية أن (تلم عزالها)، وتعلن حل نفسها بنفسها، فلا داعي لوجودها في ظل هذه الفلسفة الشرعية التي تعتبر نسيان (مقص) في بطن (إنسان) مثل نسيان (الخبز) في (الفرن)، خاصة (وأكرر خاصة) وأن الهيئة رفضت إدانة الطبيب المعالج، والممرضين المشاركين جميعًا، حتى بتهمة (الخطأ) أو (النسيان)، مع أنها تهم مغفورة في نظر الهيئة الموقرة. وللعلم فقد اعترض أحد الأعضاء على هذه التبرئة المجانية.. ربما لأن ضميره كان في حالة استيقاظ دائم. أمّا المفجع المبكي، فهو عدم تمكن المستشفى الخايب (الأول)، ولا المستشفى (الأخيب) الثاني من اكتشاف مقص طوله أكثر من (شبر) ملقى في بطن المريضة (بالخطأ أو النسيان)، ولم يتم اكتشافه إلاّ في مستشفى الملك فهد العسكري في جدة، بعد أن داخت المرأة، وداخ معها زوجها حتى الراقي الشرعي المزعوم ادّعى أنها تعاني من مسٍّ شيطانيٍّ. بالله أي نوعية من المستشفيات الخاصة تزاول أعمالها بين أظهرنا، إذا كانت غير قادرة على تشخيص (بلوى) واضحة للأعمى (بالمقاييس الطبية)، ناهيك عن معامل ومختبرات تستخدم (أحدث) التقنيات (المتلتلة)، لكن واضح أن (المتلتلة) فعلاً هي كفاءات الأطباء العاملين في هذه (المستشفيات)، التي لا تزيد عن مصائد (متخلفة) للمرضى المساكين، الذين لا يجدون حيلة، ولا يهتدون سبيلاً. ومع كل صباح تعوذوا من (شر) هذه التي تُسمّى مستشفيات زورًا وبهتانًا.