أوصى لقاء طبي عن مستجدات مرض السرطان بضرورة تعريف وتوعية المجتمع بأمراض السرطان المختلفة، والحث على الكشف المبكر، لتجنب أية مضاعفات في حالة اكتشاف حالة مرضية. وتأتي هذه التوصية بعد أن أظهر السجل الوطني للأورام في المملكة، أن ثلثي الإصابات في المملكة تشخص في مراحل متقدمة. ودعا اللقاء الطبي الذي اختتم أنشطته أخيرا في دبي بمشاركة سعودية، إلى ضرورة تفعيل البرامج التوعوية الخاصة بتوعية الرجال والنساء بأمراض السرطان، خصوصا سرطان الثدي والكلى والكبد والقولون وغير ذلك من أنواع السرطانات. وأشارت آخر الإحصائيات الصادرة عن السجل الوطني للأورام في المملكة، إلى ارتفاع حالات السرطان، وتقدم سرطان القولون والمستقيم إلى المرتبة الأولى من أنواع السرطان في الرجال، بينما سجل سرطان الثدي لدى السيدات في المملكة النسبة الأعلى، حيث يقدر عددهن بنحو 2741 حالة، كما تبين أن ثلثي الإصابات في المملكة تشخص في مراحل متقدمة، بينما تشخص الحالات المتبقية في مراحل مبكرة. وتعود أسباب ذلك إلى عدم استجابة الكثير من المرضى لإجراء الفحوصات اللازمة، وعدم مصارحة الأطباء للكشف عن المرض، خصوصاً السيدات مما يؤدي إلى انتشار هذا المرض بشكل أكبر. وعالميا تشير الإحصائيات إلى أنه يكتشف نحو مليوني حالة جديدة مصابة بالسرطان سنويا. استشارية الأورام في مدينة الملك عبد العزيز الطبية في الرياض الدكتورة أم الخير عبدالله أبو الخير تطرقت في محاضرتها في اللقاء إلى جانب سرطان الثدي، وأوضحت أنه «حسب تقارير منظمة الصحة العالمية فإن حالات سرطان الثدي في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في تزايد مستمر». واعتبرت «أن سرطان الثدي أكثر أنواع السرطانات التي تصيب السيدات، حيث يتراوح متوسط عمر الإصابة بين 45 و50 عاما في المملكة، كما أن نسبة استئصال الثدي في الدول العربية عالية نسبياً، إضافة إلى زيادة نسب الوفيات بسبب هذا المرض». وأضافت «لا توجد أسباب واضحة للعوامل المؤدية إلى الإصابة بسرطان الثدي، إلا أن تأخير سن الزواج وعدم الرضاعة الطبيعية يعدان من عوامل الخطورة لسرطان الثدي، إضافة إلى تاريخ الوراثة العائلي والجينات». أم الخير نصحت السيدات بالفحص الدوري الذي يساعد في الكشف المبكر للمرض، ومن ثم تحقيق العلاج والشفاء منه. التطور العلاجي استشاري علاج السرطان الدكتور باتريك تشوفسكي قال: «إن الوفيات الناجمة عن السرطان تأتي في قمة أسباب الوفيات في العالم»، موضحا «أن أهم خطوة لمواجهة السرطان تكريس الوعي لدى أفراد المجتمعات حول المرض وكيفية علاجه». باتريك لفت إلى «أن خطورة الخلايا السرطانية وشراستها تكمن في عدم اعتمادها على التغذية العادية، بل تخلق ظروف تغذيتها بتكوين أوعية دموية خاصة بها، وهناك عوامل خارجية وداخلية تؤدي إلى تكاثر الخلايا السرطانية التي لا يمكن كشفها بالفحص العادي أو الأشعة المقطعية، وقد تطول فترة تكاثر هذه الخلايا إلى عشرين عاماً إلا اننا يمكننا التنبه إلى ذلك»، مشيرا إلى «التطور العلاجي في مجال السرطان، لا سيما تقنية علاج سوتينت الذي يعمل على مهاجمة الأوعية الدموية السرطانية لتخفيف حدة المد الدموي».