أظهرت آخر الاحصائيات الصادرة عن السجل الوطني للأورام في المملكة العربية السعودية ارتفاع حالات السرطان وتقدم سرطان القولون والمستقيم الى المرتبة الأولى من أنواع السرطان في الرجال ، بينما سجل سرطان الثدي لدى السيدات في المملكة النسبة الاعلى حيث يقدر عددهن في السعودية بنحو 2741 حالة. وبالنظر إلى أرقام حالات السرطان التي سجلها السجل الوطني للأورام في الأعوام العشر الماضية نجد أن هذه الحالات في تزايد مستمر بحيث أنها أصبحت اليوم تشكل تقريباً ضعف ما كانت عليه قبل تسعة أعوام لدى السعوديين في المملكة العربية السعودية مقارنة بالاعوام السابقة حيث تمثل هذه الزيادة 70% خلال السنوات التسع الماضية. ومن جهتها أكدت الدكتورة أم الخير عبدالله ابو الخير، أستشارية الاورام في مدينة الملك عبد العزيز الطبية في الرياض،أنه حسب تقارير منظمة الصحة العالمية فان حالات سرطان الثدي في منطقة الشرق الاوسط وافريقيا في تزايد مستمر. واعتبرت ان سرطان الثدي هو أكثر أنواع السرطانات التي تصيب السيدات حيث يتراوح متوسط عمر الاصابة بين 45 و50 سنة في السعودية كما اكدت ان نسبة استئصال الثدي في الدول العربية عالية نسبياً بالاضافة الى زيادة نسب الوفيات بسبب هذا المرض. وقد أوضحت الدكتورة ام الخير انه لا توجد أسباب واضحة تبين لنا الاسباب التي تؤدي الى الاصابة بسرطان الثدي الا ان تأخير سن الزواج وعدم الرضاعة الطبيعية تعد من عوامل الخطورة لسرطان الثدي بالاضافة الى تاريخ الوراثة العائلي والجينات. وتوجهت الدكتورة بالدعوة الى الفحص الدوري للسيدات مما يساعد في الكشف المبكر للمرض ومن ثم تحقيق العلاج والشفاء منه تماماً بإذن الله. وفي هذا الاطار أشارت الدكتورة ام الخير أنه يتم سنويا إجراء تشخيص مبكر ل 800 ألف إصابة بسرطان الثدي لدى النساء في مختلف أنحاء العالم، وأن ثلاثة أرباع هذا العدد مؤهل لتلقي العلاج والشفاء التام. اما الدكتور باتريك تشوفسكي الاستشاري في مجال علاج السرطان في كل من بلجيكاهولندا ولوكسمبورغ، فقد أكد ان الوفيات الناجمة عن السرطان تأتي على قمة اسباب الوفيات في العالم مضيفاً ان اهم اهداف هذا المنتدى هو زيادة الوعي لدى المجتمعات حول المرض وكيفية علاجه. وأضاف الدكتور باتريك ان خطورة الخلايا السرطانية وشراستها تكمن في عدم اعتمادها على التغذية العادية بل تخلق ظروف تغذيتها بتكوين أوعية دموية خاصة بها. وهناك عوامل خارجية وداخلية تؤدي الى تكاثر الخلايا السرطانية والتي لا يمكن كشفها بالفحص العادي او الاشعة المقطعية. وقد تطول فترة تكاثر هذه الخلايا الى عشرين عاماً الا اننا يمكننا التنبه الى عوامل الخطورة التي تساعد على اجتناب هذا المرض. كما توجه بالشكر الى الشركات من اجل العمل على نشر التوعية بين اوساط المجتمع لمحاولة منع انتشار هذا المرض بالاضافة الى الجهود التي تبذلها في عالم الابحاث والدراسات لتقديم افضل العلاجات في هذا المجال .