حانت ساعة الصفر، وبدأت المنازل تعد العدة في انتظار اليوم الموعود السبت المقبل، حيث «ساعة الامتحان يكرم المرء أو يهان». بعد غد يعلن السباق عن أبشع جرائم لسرقات الأخلاقيات والضمائر في بعض المدارس، من خلال الكشف عن الغشاشين والغشاشات، الذين لا يعترفون إلا باللعب على المراقبين، والتخفي في ثوب المجتهدين، لتجنب العلامة الصفرية في أوراق الإجابات. متهمة بالأنانية نورة الحناكي، طالبة أولى ثانوي، بدت قلقة من موعد الاختبارات، رغم أنها لا تغش، إلا أنها تخشى فقدان صديقاتها اللاتي داومن على حثها على تغشيشهن في كل اختبار: «لم أغش في حياتي، لأنني أعرف أن الغش حرام ولا يجوز، لكنني للأسف لا أستطيع الفكاك منه، ولكن بطريقة أخرى، إذ إن كثيرا من الصديقات يعتمدن عليّ في تغشيشهن، وإذا امتنعت اتهمنني بالأنانية، وبصراحة لطالما غششت البنات معتبرة أن التغشيش مساعدة وأن الذنب لا يطالني، بل يطال التي تغش وحدها، لكن عندما عرفت أن الطرفين مذنبان توقفت عن التغشيش؛ ولهذا فإن الطالبات يعتبرنني أنانية، لذا فإن كل أمنيتي ألا أجلس جوار صديقاتي حتى أتخلص من عذاب الضمير». ويعتبر الغش بكتابة البراشيم طريقة عفا عليها الزمن: «باتت طريقة مفضوحة ويمكن اكتشافها، الأمر الذي يضيع معه مستقبل الطالبة؛ لذا فالكثيرات من الغشاشات اخترن الطرق الجديدة التي تضمن لهن عدم إثبات الحالة، حتى لو افتضح أمرهن، وأبرزها الغش بحركات متفق عليها أو بالوشوشة والكلام، كما تنجح الطريقة مع أسئلة الصواب والخطأ والاختياري». مساعدة إنسانية وتعرف طالبة الثاني الثانوي بثينة المقرن آخر طرق الغش العام الماضي باستخدام قارورة المياه والمناديل الورقية: «اكتشفوا الأمر، ومنعونا من استخدامهما، وفي مدرستنا الخاصة توفر لنا معلمات المواد طريقة المساعدة مع نهاية الاختبار؛ لذا لا رغبة في الغش». بروفات للغش وعلى صعيد الطلاب، لا يعترف الغشاشون بالطرق التقليدية في الغش، بل يبتكرون عاما بعد عام طرقا حديثة يصعب على بعض المراقبين اكتشافها، وغدت إذاعة الإجابات من مكبرات الصوت أو الكتابة على السراويل البيضاء الطويلة أو النحت على أقلام الرصاص، كلها طرقا قديمة لا يجب اتباعها؛ لأنها طرق مفضوحة. طالب الثاني الثانوي أتمار. س يعتقد أن إهمال التقنيات الحديثة في ابتكار حالات جديدة للغش لا يمكن قبوله: «أفضل طريقة للغش الحديث استخدام البلاك بيري، عن طريق الشات، بمعنى أن أكتب السؤال بسرعة متناهية، مع عدم النظر فيما أكتب حتى لا ألفت الانتباه، وبعد الكتابة أرسل الأسئلة عن طريق الشات إلى أصدقائنا في منازلهم بعد التنسيق المسبق معهم، ويقومون بحل الأسئلة وإرسالها مرة أخرى إلينا، وبهذه الطريقة نضمن حل جميع الأسئلة والنجاح بتفوق». ويرى أن جوجل أيضا له دور في البحث عن الإجابات الصحيحة، بل يتم التدريب على تمرير السؤال على المتصفح بسهولة بفترة كافية قبل الاختبار. الكدش والساعة لكن طالب الجامعة عبدالخالق. ش يفضل المسجل الصغير الذي توفره حاليا التقنيات الحديثة، مع استخدام السماعات الشفافة التي لا يستطيع أحد التعرف عليها: «قصة الشعر الكدش تساعدنا في تركيب هذه السماعات حيث تكون بين الشعر، ولا يشاهدها أحد؛ لذا نفضل تربية الشعر بطريقة الكدش قبل شهور من الاختبارات لإتمام المهمة، كما أن ساعة اليد الإلكترونية بإلامكان كتابة المنهج كاملا عليها، وبعد دخول قاعة الاختبار أتصفح الساعة للبحث عن المعلومة بأسرع وقت ممكن، لكن المشكلة تتمثل في سعر الساعة باهظة الثمن». ولا يزال طالب الثانوية قصي. ب يتمسك بتقنية الجوال .