«إمام وخطيب يسكن عمالة في سكن الإمام ويستغل كهرباء الجامع في قرطاسيته التجارية».. كان هذا العنوان في صفحة من صفحات إحدى صحفنا الصادرة يوم الأحد 9/ 2/ 1431 ه وتحته شيء من التفاصيل العجيبة والغريبة لما قام به هذا الإمام الخطيب الذي ظل يعتلي منبر خطبة الجمعة كل أسبوع على مدى خمسة عشر عاما هي مدة الخدمة الكهربائية التي زود بها قرطاسيته التي يمتلكها على حساب الجامع الذي يؤم المصلين فيه ويصعد على عتبات منبره كل يوم جمعة. ولم تكد تتلاشى من العيون والذاكرة قتامة هذا الخبر الغريب العجيب حتى فاجأتنا الصحيفة نفسها بعنوان آخر يوم الاثنين 17/2/1431 ه أشد سوءا وسوادا من سابقه.. هذا العنوان يقول: «52 مقطعا جنسيا في جوال إمام مسجد بجدة» وفي التفاصيل أيضا يقول الخبر «كشف أحد مراكز هيئات جدة عن تورط إمام وخطيب سعودي بأحد الجوامع شرق جدة في قضايا سحر وشعوذة وتستر على ساحر في سكن المسجد واحتواء ذاكرة هاتفه النقال على 52 مقطعا جنسيا.. إلخ». قرأت الخبرين وكنت بحاجة إلى من يقرأ أفكاري وتصوراتي حول شكل هذين الإمامين ومظهرهما أمام أعين الآخرين وما كانا يسكبانه في مسامع المصلين من نصح ووعظ وإرشاد تتعلق بالأمانة وتقوى الله ومن تهديد بالويل والثبور وعظائم الأمور فيما يتعلق بعذاب القبر وعذاب النار يوم العرض والحساب بين يدي العزيز الجبار. تصورت ذلك كله وتصورت ردة الفعل السيئة التي ستكون في نفوس مأموميهما بعد أن كانا يتظاهران بلباس التقوى والعفة وغلاف البياض الناصع الخالي من الأدران والشوائب. نعم، كنت بحاجة إلى من يقرأ أفكاري وتصوراتي عن الانعكاسات التي ازدحمت بها رؤية الآخرين إليهما بعد أن عرفوا عنهما ما عرفوا وتولدت في داخلي أسئلة كثيرة حول ما كانا يصبانه في مسامع المصلين من خطبهما المغلفة بالنقاء حين يعتليان المنبر في يوم فيه ساعة يستجاب فيها الدعاء ويتقرب فيها المؤمنون إلى الله. لقد أشفقت ضمن تصوراتي على الأئمة والخطباء الآخرين الذين يتقون الله من الصورة التي رسمها لهم هذان الخطيبان اللذان تركا للشيطان فرصة بأن يسول لهما في نفسيهما ما قاما به من خدش في محيا الأمانة الطاهر وانساقا وراء الأعمال الشيطانية وبريق مفاسد وماديات الحياة وزخرفها.. ورغم ذلك كله تجاوزت أفكاري التصورات القبيحة وبدأت أشفق عليهما من سهام النظرات الشامتة والكلام الجارح الذي سيقال عنهما وبأي وجه سيلقيان الله تعالى. لقد تذكرت قول الله تعالى: «يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون» كما تذكرت بيتا من الشعر كان يلقننا به شيخنا رحمه الله عندما كنا صغارا نفترش أديم الأرض أو قطع الحصير في «المعلامة»: وعالم بعلمه لم يعملن معذب من قبل عباد الوثن للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 101 مسافة ثم الرسالة