أكدت نتائج تحاليل الحمض النووي تطابق عينات جرى سحبها من متوفين في سيول جدة علي العتيبي وزوجته فوزاء مع عينات أخرى تم سحبها من جثث مجهولة كانت محفوظة داخل ثلاجة الطب الشرعي، ما يعني انخفاض أعداد المفقودين إلى 20 شخصا، حيث تم التأكد أن الجثتين تعودان إلى ابنيهما صايل والهنوف. وشهدت مقبرة الحرازات في جدة الثلاثاء قبل الماضي رفع عينات للحمض النووي لزوجين دفنا في المقبرة إثر وفاتهما جراء الأمطار والسيول التي اجتاحت أحياء شرق جدة في الثامن من ذي الحجة الماضي. وأوضح ل «عكاظ» مشهور العتيبي شقيق المتوفى إن هم أسرتهم الوحيد يتمثل في معرفة مصير بقية المفقودين، مبينا أن الفرد المتبقي من الأسرة هو سعد الذي لم يعثر على جثمانه حتى الآن. ونشرت «عكاظ» خبرا بعنوان «سحب عينات DNA لزوج وزوجته من القبر لمطابقتها على جثث مجهولة في ثلاجة الطب الشرعي» الأربعاء قبل الماضي. (12/2/ 1430 ه). وفي السياق نفسه، لا تزال عمليات البحث الميدانية عن مفقودين كارثة جدة مستمرة حتى الآن، إذ تم العثور على عظام متحللة في البحيرة الواقعة شرق بحيرة الصواعد أمس الأول. وقال مدير الدفاع المدني في جدة العميد عبد الله الجداوي: إنه تم إنشاء قناة أخرى لتصريف مياه تلك البحيرة بعد أن امتلأت منذ نحو أسبوع نتيجة تسريب مياه أحد خزانات التحلية إليها، الأمر الذي تسبب في ارتفاع منسوبها المائي إلى نحو مترين بعد أن كانت عشرة سنتيمترات. وأضاف: «يبلغ طول القناة الأولى ما يقارب 200 متر، فيما وصل طول الأخرى إلى نحو 120 مترا، وتتجه إحداهما شرقا، بينما تجري الأخرى باتجاه جنوب شرق، ومنسوب المياه في البحيرة منخفض». وأوضح مدير الدفاع المدني في جدة أن صعوبة الأرض في تلك المنطقة حالت دون حفر القناة بعمق كبير، وبالأخص أن المعدات المستخدمة في الحفر تتعرض للغطس أثناء العمل بسبب المياه الموجودة، مشيرا إلى وجود 50 صهريجا تتناوب على سحب المياه على مدار 14 ساعة يوميا. وانتهت الجهات المختصة من تسليم نحو 113 جثة إلى ذويهم حتى الآن، فيما لا تزال هناك تسع جثث مجهولة تنتظر نتائج فحص الحمض النووي، عدا عن تسليم جثة الخادمة الإندونيسية إلى القنصلية. وبين مدير المركز الإعلامي للدفاع المدني في جدة العميد محمد القرني أن إجراءات أخرى تتم مع قنصليتي بنغلاديش وإندونيسيا لتسليم جثتين لعامل بنغلادشيي وخادمة إندونيسية بعد التعرف على العامل من قبل زملائه في الشركة التي كان يعمل لديها، بينما تعمل الخادمة لدى أسرة قيراط التي قضت نحبها كاملة في الكارثة، متوقعا وصول أقاربهم في الأيام القليلة المقبلة. ويبدأ ملاك 11.7 ألف عقار و10.9 ألف مركبة تضررت جراء كارثة جدة مرحلة صرف التعويضات عن تلك الأضرار من الجهات المعنية الأسبوع المقبل. وكشف العميد عبد الله الجداوي عن صدور موافقة وزارة المالية على مبالغ التعويضات التي ستشمل حاليا العقارات المتضررة جراء السيول، واصفا تلك المبالغ بالكبيرة والمجزية مقابل الخسائر التي ألمت بالمتضررين دون أن يحدد حجمها. وبين الجداوي أن عملية صرف التعويضات ستبدأ في الأسبوع المقبل كحد أقصى، وذلك في ظل جاهزية أربعة آلاف اسم للصرف، والتي تشمل المنازل المتضررة والأثاثات وغيرها. وحول تعويضات ذوي المتوفين، أفاد مدير الدفاع المدني في جدة بأنه تم الانتهاء من صكوك حصر الإرث لنحو 28 متوفى، بيد أنه تم تحويل جميع الملفات إلى وزارة المالية البالغ عددها ما يقارب 92 ملفا.