يعاني المراجع والمريض داخل المستشفيات والعيادات الكبرى من مواعيد طويلة الأجل وتمتد إلى شهور مما يجعل هذا المريض يعيش معاناة قاسية من المرض وعدم العلاج نظرا لموعد الدكتور أو الطبيب وهذه المشكلة أصبحت أمرا واقعا وليس لها حلول أو معالجة. صحيح أن المستشفيات والعيادات الكبرى عليها إقبال نظرا لتواجد الكفاءات الطبية ومراكز التشخيص للمرض، والشفاء عند المولى جل شأنه وليس ذلك إلا سبب.. ولكن أوقات الأطباء والمختصين أصبحت محدودة ما بين العيادة وغرفة العمليات والاجتماعات والعمل الخاص خارج الدوام أو تحديد عدد المراجعين بأن لا يزيد على عدد الأصابع ولهذا أصبح «المريض المحتاج» يعاني في انتظاره، ومرضه يتواصل ويتسلق ويتصاعد وهو بحاجة إلى كشف ومتابعة وتشخيص بينما معه آخرون لمجرد مراجعة فحوصات أو متابعة.. ولهذا فالأغلبية من شرائح المرضى في معاناة أمام المستشفيات الكبيرة والعيادات المتخصصة لمراعاة ذلك والنظر في المواعيد. ولو هناك عيادات كشف أولية لتحديد المعاناة والمرض وتحويلها إلى عيادات داخلية لإعطاء الأولوية والاهتمام وإعداد برنامج للمريض لكان أفضل.. كما أن مراقبة المرض من إدارات المستشفيات فيها شيء من الإهمال وعدم المتابعة.. كما هناك شريحة من الأطباء لهم احترامي أولا، لا ضمير ولا إنسانية ومجرد العمل الرويتيني دون النظر والتشخيص وتقديم هذا على ذاك نظرا للمرض والمشكلة العاجلة. وكم من مريض ازداد مرضه ووصل إلى مرحلة الموت أو اليأس من العلاج بأسباب هذا الروتين القاتل رغم عدد الأطباء والمختصين في هذه المنشآت.. وصلتني رسائل عدة تتحدث عن هذه الظاهرة التي لم تحظ بشيء من المتابعة من الإدارة أو المسؤول أو كبير الأطباء وأصبحت العلاقة لها دور فعال في تقديم من له معرفة وإنهاء أجراءاته سريعا. إنها صروح كبيرة مجتهدة وكفاءات متميزة ولكن لا حياة لمن تنادي. ولا مجال أمام ظاهرة بهذا الحجم وهذه الأهمية إلا بتكاتف الجهود باتجاه إعادة صياغة الآلية والنظام المعتمد في المستشفيات بما يقضي على هذه السلبية ويضع حدا للخلل الكبير الذي طال كثيرا من مفاصل الخدمة الصحية.