هكذا بمنتهى البساطة، يأتي خبر «عكاظ» يوم أمس السبت لتسكن فينا حرقة إدراك حجم الظلم الذي تعرضت له فتيات دار الرعاية المكلومات، ويجسد لنا كيف أن الإنسان بسبب غلطة ارتكبها أو حتى جريمة (لا، ولن) يمنح فرصة أخرى للتوبة وستوصد كل الأبواب في وجهه. ماذا لو لم تحدث (المقاومة) التي نجحت فتيات الدار في إيقاد شمعة نفقها المظلم..؟!. تأملت في الخبر، يشوب مشاعري ذهول وشجن عميق وكلمة (غياهب السجون) التي لطالما قرأتها تومض في ذاكرتي، كل هذا الظلم الذي عاشته السجينات، ومنهن الطفلة، إذ تستقبل دار الرعاية الفتيات من سن 12 حتى 30 عاما؛ يعني أجمل سنوات العمر، هكذا تتبدد عندما يتولى شؤون الفتاة من لا يخاف الله فيها ولا يرحمها وتودع في دار للمسنات، رغم صدور عفو ملكي ينقذها من عذابها، ورغم إنهاء بعض الفتيات فترة المحكومية!!. ورد في الخبر: «نقلت دار رعاية الفتيات في مكة عشر نزيلات إلى دار المسنات على خلفية حادثة الشغب، وكانت الشؤون الاجتماعية أبلغت النزيلات بأنه سيتم تحويلهن إلى المناطق التي قدمن منها، وهي القصيم، جدة، حائل، وعسير، إلا أنهن تفاجأن بنقلهن إلى دار رعاية المسنات، وأكد مسؤول في الشؤون الاجتماعية استلام دار المسنات عشر فتيات ممن انطبق عليهن (العفو الملكي)، وبحسب المسؤول فإن أحدا من أولياء أمور الفتيات لم يتقدم لاستلامهن ما أدى إلى بقائهن في الدار!.» من الذي سمح بنقلهن وسط منع إمارة المنطقة، والدار تعيش مرحلة التحقيق؟!. ومن الذي يضمن سلامتهن رغم تفرقهن في أنحاء المملكة فيما لو وافق أولياء الأمور على استعادتهن؟، كيف ستراقب دار رعاية الفتيات أحوال السجينات (العائدات)؟ -وبحسب علمي الدور العقابية لدينا عندما تسلم سجينة إلى ولي أمرها خاصة لأولياء الأمور الرافضين- من أهم أدوارها متابعة الحالة بما يكفل حفظ حقها في الحياة، وألا يمارس عليها العنف الأسري. أتمنى ألا يطالنا جميعنا العقاب الإلهي على ما فعله البعض منا بفتياتنا والاستهانة بضعفهن وقلة الحيلة. لم يشفع لهن شمولهن بالعفو الملكي ورحمة ملك الإنسانية ورغبته في منحهن فرصة أسوة بالسجناء الرجال لم تكن كافية للحصول على حقهن الطبيعي في العودة للحياة، وتذوقن مرارة السجون رغم صكوك الحرية ومن أعلى سلطة في الدولة.!! ولولا حادثة الشغب لبقي الحال على ما هو عليه في السجن المؤبد دون وجه حق!. الآن تفتقت الأذهان عن أفكار للالتفاف على رفض أولياء الأمور استلامهن، قبل حادثة الشغب، وما تمخض عنها لم يكن هناك مجرد تفكير في تحريك الأوضاع ولا نقل أو إيجاد مخارج للحالات (المزمنة)، أليس المسؤول عن الحادثة أربع وتتم محاسبتهن وسيعاقبن؟ لماذا تدفن عشر ممن شملهن العفو الملكي في (دار مسنات)، ماذا سيفعلن هناك.؟! ولماذا يواجهن عقاب إضافي يحمل صفة الديمومة!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة