في الوقت الذي وزعت فيه الشؤون الاجتماعية بيانا صحافيا تفيد بأن ما حدث في دار رعاية الفتيات في مكةالمكرمة لا يعدو عن كونه اشتباكا بسيطا، شهدت الدار البارحة تكرارا للاشتباكات بين النزيلات باستخدام العصي ما أدى إلى تدخل الجهات الأمنية. وتدخلت الجهات الأمنية لفض اشتباك جديد بين نفس النزيلات اللاتي اشتبكن ، إذ لم تفرقهن الدار في عنابر مختلفة، وتركتهن مجتمعات في عنبر واحد. وأوضحت مصادر مطلعة أن الاشتباك حدث بين النزيلات أنفسهن اللاتي حدث بينهن الاشتباك السابق، حيث لم تفرقهن الدار عن بعضهن البعض، ما أدى إلى نشوء مناوشات تطورت إلى اشتباك بالأيدي والعصي. وكانت وزارة الشؤون الاجتماعية جزمت أن حادثة الشغب التي شهدتها دار رعاية الفتيات في مكةالمكرمة لم تخلف سوى إصابة واحدة فقط نقلت إلى المستشفى، نتيجة تعرض النزيلة لأزمة تنفسية حيث تعاني أصلا من مرض مزمن. وبحسب بيان أصدرته الوزارة فإن العراك انحصر بين ثلاث نزيلات، ما استدعى تدخل الإدارة والاستعانة بأفراد من الشرطة لفض النزاع «حيث انتهى العراك بمجرد مباشرة الواقعة من قبل الجهات ذات العلاقة، وتم أخذ تعهدات بحق مثيرات الشغب والمشاركات فيه». وأكد الناطق الإعلامي في الوزارة محمد بن إبراهيم العوض، أن مثل هذه المشاكل تحدث في أي دار إيوائية أو مؤسسة إصلاحية، لأن الدار تحتضن فتيات جانحات يقضين محكومياتهن فيها أو هن رهن التحقيق لاقترافهن جنحا أو جنايات أو جرائم قد تصل إلى حد القتل، وخلص العوض إلى القول بأن الأمور عادت إلى طبيعتها فور انتهاء العراك والقضاء على مسبباته. ميدانيا ومن داخل الدار، أبلغت «عكاظ» مصادر مطلعة أن شرارة العراك نشبت بين نزيلتين من ذوات البشرة السمراء مسجونات في قضايا أخلاقية، ويتمتعن ببنية جسمانية قوية، وبحسب المصادر فإن النزيتلان يحاولن ممارسة الشذوذ الجنسي، ما دفع نزيلات إلى اللجوء إلى الإدارة وتحرير شكوى رسمية يطالبن فيها بإيقاف النزيلتين في سجن انفرادي واتخاذ إجراء رادع بحقهن. ونقلت المصادر أن النزيلتين عند علمها بأمر الشكوى عمدن إلى مشادة كلامية، ما أدى إلى نشوب عراك استخدمت فيه أخشاب وملاعق وعلاقات ملابس. وكشفت المصادر أن النزيلتين المتورطتين في إثارة الشغب «سبق إيقافهما في سجن انفرادي خلال فترة عيد رمضان المبارك، إلا أنهن قمن بكسر باب الغرفة والخروج منه دون رادع» ما ضاعف سطوتهن. إلى ذلك، وجهت إمارة منطقة مكةالمكرمة وزارة الشؤون الاجتماعية بتنفيذ توصيات اللجنة الرباعية التي سبق أن أمرت الإمارة بتشكيلها لدراسة أوضاع دار رعاية الفتيات في مكةالمكرمة. وأبانت المصادر «أن اللجنة شكلت قبل ثلاثة أشهر من أربع جهات حكومية تمثل الإماراة والشؤون الاجتماعية وشرطة العاصمة المقدسة وهيئة التحقيق والرقابة، وباشرت أعمالها ميدانيا واستجوبت خلال عملها نزيلات الدار والمراقبات والأخصائيات والإداريات، كما تنقلت بين مدن دور الرعاية للفتيات في المملكة لاستجواب بعض النزيلات اللاتي تم نقلهم من الدار من قبل الشؤون الاجتماعية. وأضاف المصدر «أن اللجنة أنهت أعمالها خلال شهر رمضان الماضي ورفعت 20 توصية للإمارة كفيلة بحل مشكلة دار مكة بشكل جذري وخلال الأسبوع الماضي وجهت الإمارة بتنفيذ توصيات اللجنة التي أقرتها». وشملت التوصيات دراسة قضايا النزيلات وإنهاءها بشكل عاجل وإيجاد روابط بين النزيلات وأسرهن وتحسين أوضاعهن المعيشية داخل الدار وإيجاد برامج توعوية تثقيفية توجيهية تتم برمجتها بشكل منظم داخل الدار، إضافة إلى تأهيل العاملات تأهيلا يمكنهن من التعامل الحسن مع النزيلات والإسراع في إنهاء مشاريع الترميم التي كانت الشؤون الاجتماعية قد وقعت عقودها مع عدد من المقاولين كانوا قد تسببوا في تأخر إنفاذها في الوقت المحدد.