أبرقت هيئة التحقيق والادعاء العام في العاصمة المقدسة أمس لإمارة المنطقة، تقريرا أشارت فيه إلى «حالة فوضى تسيطر على دار رعاية الفتيات في مكةالمكرمة»، مؤكدة أنها (الدار) أسوأ مما كانت عليه في السابق. وكشف ل «عكاظ» مصدر خاص عن أن التقرير «العاجل» الذي رفع للإمارة أكد وجود ضغوط تمارسها مديرة الدار وبعض الأخصائيات على النزيلات لتغيير أقوالهن السابقة، إثر حادثة الشغب التي أصيبت فيها أربع نزيلات، والتي أدلين بها إلى لجان التحقيق، حيث اعترفت أربع فتيات بذلك. وأوضح التقرير أن إدارة الدار استخدمت طرقا عدة في سبيل تغيير أقوال الفتيات، منها منع الزيارات أو إجراء الاتصالات إلا إذا غيرت النزيلة أقوالها التي أدانت فيها إدارة الدار، وإرهاب النزيلات، بالإضافة إلى تحويل الفتاة إلى عنابر انفرادية إذا ما أصرت على أقوالها السابقة. ورصد التقرير التفافا على توجيه الإمارة بمنع تحويل النزيلات إلى خارج الدار حتى تنتهي التحقيقات معهن، إذ استنفرت إدارة الدار خلال الأيام الماضية بالاتصال على أولياء أمور الفتيات لإجبارهم على استلام فتياتهن، وتحديدا القادرات منهن على التحدث عن معاناتهن، وذلك بهدف إبعادهن عن التحقيق وتفريغ الدار منهن. ولفت التقرير إلى أن إدارة الدار استبعدت 21 فتاة من الدار، 13 منهن إلى دور الحماية الأسرية، وثماني فتيات تسلمتهن أسرهن، بعد ممارسة الضغط عليهم لإبعاد الفتيات عن التحقيق. وفيما يتعلق بالطعام، أوضح التقرير أن معظم الوجبات التي تقدم للنزيلات (أرز ودجاج)، تجلب من مطاعم شعبية مجاورة للدار، رغم مطالبات النزيلات بالطبخ داخل الدار، كما أحالت مديرة الدار إحدى الأخصائيات المسؤولات عن أحداث الشغب إلى وظيفة إدارية لإبعادها عن النزيلات. وخلص التقرير إلى ضرورة استبعاد مديرة الدار وبعض الأخصائيات عن العمل في الدار، ريثما تنتهي التحقيقات، وذلك منعا من ممارسة أي ضغوط على النزيلات «لتغيير أقوالهن»، مؤكدا على أهمية أن تمارس فتيات الدار حياتهن بشكل طبيعي. وعلمت «عكاظ» من مصادرها أن رئيس هيئة التحقيق والادعاء العام محمد فهد العبد الله سيبدأ مطلع الأسبوع المقبل زيارة إلى سجون العاصمة المقدسة ودار رعاية الفتيات يطلع فيها على سير حياة النزلاء في السجون والدار. من جهة أخرى، حضرت مديرة الأقسام النسائية في الشؤون الاجتماعية في منطقة مكةالمكرمة نوره آل الشيخ أمس إجراءات تحويل ثماني نزيلات من دار رعاية الفتيات في مكةالمكرمة إلى منطقة حائل لإجبار أسرهن على استلامهن، كما حولت ثلاث نزيلات إلى دار الحماية في مكةالمكرمة واثنتان إلى دار الحماية الأسرية في القصيم. وأكدت ل «عكاظ» مصادر مطلعة أن الفتيات اللواتي جرى تحويلهن من دار مكة معروف عنهن قوة الحجة، وذلك لإبعادهن عن لجان التحقيق.