رغم كثرة وتنوع الأخطاء الطبية في السنوات الأخيرة واحتلالها حيزا لا يستهان به من اهتمامات الصحافة، إلا أنني لم يسبق أن علقت على أي منها لسبب بسيط وهو أنني لا أعلق أملا على النظام الصحي المعمول به لدينا في ظل تباطؤ نظام التأمين الصحي وتعثر برنامجه الزمني وعدم كشف الأسباب الحقيقية وراء ذلك. الصحة نظريا تتقدم، فهناك اعتمادات مالية متزايدة وهناك مستشفيات ومستوصفات جديدة توقع عقودها تباعا، لكن المؤشرات الصحية في الواقع في تراجع، فبعض المدن لم تزدد فيها الأسرّة منذ ثلاثة عقود كاملة وبالتالي فإن نسبة السرير أو الطبيب إلى السكان قد تراجعت بشكل مخيف عما كانت عليه في الماضي، وهو ما ولد مثل هذا الضغط على الخدمات الصحية وأدى إلى تفاقم هذه الأخطاء. المستشفيات الخمسة التي وقعت في خطأ التحاليل الطبية هي من أفضل المستشفيات لدى وزارة الصحة على وجه العموم، فما بالك ونحن نتحدث عن مستشفيات حائل أو الجوف أو جازان!! الفرق فقط أن هناك من يستطيع إيصال صوته وهناك من لا يستطيع!! النظام الصحي يسير بلا مؤشرات ولا معايير وبالتالي لا بد أن يحصل ما حصل كشف عنه ما كشف، وخفي منه ما خفي. الإشكالية الحقيقية ليست في هؤلاء الذين استطاعوا تصعيد مشاكلهم عبر الصحافة حتى وصلت مكتب معالي الوزير، إنما المشكلة فيمن أخطأت المستشفيات في حقهم وماتوا ودفنوا دون أن يعرف أهلهم بذلك أو عرفوا وأذعنوا للأمر الواقع لمعرفتهم بأن السلم طويل عليهم وليس ثمة قانون صريح يمكن الاحتكام اليه سوى مطاردة هذه «المعاملة» من مكتب فلان إلى مكتب فلان. نسمع عن قصص مؤلمة ومريرة ومؤكدة تحتاج إلى مجلدات لنشرها معظمها تحصل في المناطق والمدن الداخلية ولا يعلم بها إلا الله. حسبنا الله ونعم الوكيل. فاكس: 065431417 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 161 مسافة ثم الرسالة