تواجه البلاد مأزقا حقيقيا في الصحة العامة، ليس لأن الخدمات الصحية لا تحقق تقدما نوعيا، وإنما لكونها أيضا لا تحقق توسعا كميا يتوافق مع معدلات النمو السكاني في البلاد. لذلك، فقد بقيت الخدمات الصحية تتباعد عن المعدلات العالمية المتعارف عليها في مؤشرات أداء الصحة العامة عاما بعد آخر. فالمشاريع الطبية الجديدة تعاني من التعثر وتدني نسب التشيغل، حيث معدلات البناء للمستشفى الواحد تصل إلى ثلاثة أو أربعة أضعاف المدد المتعارف عليها.. على الأقل في الحالات التي أعرفها، والتي بلغ بعضها أكثر من 13 عاما. في مدينة كحائل مثلا لا تتجاوز السعة السريرية 300 سرير، وهي السعة التي ظلت باقية على هذا النحو منذ ما يزيد على ثلاثة عقود، وعليك أن تتصور معدلات الزيادة في الطلب على الصحة، وبالتالي نسبة الضغوط المترتبة على المستشفيات. حتى مستشفى الإحلال الذي تم البدء في بنائه ليكون بديلا للمستشفى العام الذي تجاوز عمره الزمني نصف قرن، تعرض هو الآخر للتعثر، ولا أحد يعرف متى سوف يتكرم المقاول بتسليمه، رغم مرور سبع سنوات على وضع حجر أساسه. التأمين الصحي الذي تقتضي الرزنامة الصحية أن يطبق على السعوديين في مطلع 2007 م لا يزال مستعصيا على التنفيذ، خلاف أن النظام المطبق على الوافدين لا يبشر بخير. التأمين الصحي ليس قرارا يصدر من أحد، وإنما هو نظام صحي متطور يحتاج أساسا لمنظومة صحية متقدمة وآليات تطبيق متكاملة. لا أعرف كيف سوف يتم تطبيق هذا النظام على واقع مختلف، وفي بيئة صحية ما تزال تحتاج إلى إصلاحات جذرية وجوهرية تتعلق بالأنظمة والهياكل العامة والبنية التحتية للتأمين، وكلها أمور لم تحقق، ورغم ذلك نحلم جديا في تطبيقه!! فاكس: 065431417 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 161 مسافة ثم الرسالة