أبلغ «عكاظ» رئيس فريق العمل في لجنة الأودية في منطقة تبوك أحمد الحجيلي أن فريقاً كلف من قبل صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك رصد مخاطر الأودية وأعد تقريراً بذلك، وأكد أن أمير المنطقة أمر في شهر شوال من العام الماضي بتشكيل لجان خاصة بدراسة عاجلة لأوضاع الأودية الرئيسية في عموم. وكشف أن اللجنة التي باشرت عملها، أوصت بإنشاء ثلاثة سدود وتوسيع عبارات مرور المياه، وستقوم اللجنة برفع تقرير لأمير منطقة تبوك خلال الأيام القليلة المقبلة، وأكد أن اللجنة تضم في عضويتها إدارات حكومية تبحث بشكل متواصل حصر الأخطار وإزالة العوائق التي تعترض مجاري السيول وتحديداً في أودية «الإثيلي، البقار، الأخضر، ضبعان، وأبو نشيفة». ميدانياً وقفت اللجنة على الأضرار التي تعرضت لها منطقة تبوك والمحافظات التابعة لها وضمت اللجنة إمارة المنطقة والأمانة والدفاع المدني والزراعة والمياه ووزارة الدفاع والطيران وإدارة النقل، فيما يضم فريق العمل الشرطة وقيادة المنطقة والكهرباء والمرور. ورصدت اللجنة من الجو بواسطة طائرة عمودية على مدى ساعة ونصف الأضرار التي تعرضت لها المنطقة ومخاطر أودية البقار والأخضر وأبو نشيفه ودمج وقيعان شروره والمحتطب، وبحسب رئيس اللجنة فإن الأوضاع في أحياء المنطقة ومحافظاتها مستقر وليس هناك ما يدعو للقلق. «عكاظ» حلقت على ارتفاع 2000 قدم ورصدت وجود عدد من المستنقعات في محيط المدينة وخاصة قيعان شرورة، البقار، المحتطب، وخلت أحياء مدينة تبوك من تجمعات المياه فيما كانت حركة المركبات انسيابية على الشوارع، باستثناء بعض الأحياء الجنوبية التي لا زالت حتى يوم أمس غارقة في المستنقعات التي خلفتها أمطار الإثنين الماضي. وفي شأن ذي صلة، نفى مدير الدفاع المدني في منطقة تبوك اللواء سليمان الحويطي ل«عكاظ» الأنباء التي ترددت عن وجود وفيات في مركز حالة عمار، مؤكدا أنه لم يسجل أي وفيات في عموم المنطقة، وأن الأوضاع مستقرة. ومن ضباء، أكد مدير الدفاع المدني النقيب عبدالله الحويطي ل«عكاظ» أن الطالبات والطلاب عادوا إلى مواقع الدراسة أمس في كافة المحافظة والمراكز التابعة لها بعد التأكد من زوال الخطر تماماً، وأكد أن البلاغات توقفت تماماً في غرفة العمليات. وبين أن عدد المحتجزين الذين تم إنقاذهم في المحافظة بلغ 102 شخص من مختلف الجنسيات والأعمار، فيما لم تسجل أي بلاغات عن مفقودين حتى عصر أمس، وبين أن الدفاع المدني حذر سكان المزارع والاستراحات في وادي ضحكان والأودية المحيطة من مخاطر الأودية، وأضاف «طلبنا منهم ترك تلك الأودية قبل هطول أمطار أمس الأول، كما تم فصل التيار الكهربائي». وفي شأن لجنة حصر الأضرار أكد أن اللجنة تواصل عملها لتقدير حجم الخسائر في الممتلكات. ميدانياً، خلفت السيول التي جرت في وادي ضحكان شمال غربي ضباء دماراً في المزارع والاستراحات والأحوشة الواقعة في بطن الوادي، كما اقتلعت أعمدة الكهرباء والأشجار، وألحقت ضررا في السيارات والممتلكات. وقال ل«عكاظ»: حضرت إلى إدارة الدفاع المدني في ضباء لكي أشكر الرجال الذين وقف أهالي ضباء وخاصة سكان وادي ضحكان على شجاعتهم، وتمكنهم في فترة وجيزة من إنقاذ عشرات الأشخاص الذين كانوا على حافة الهلاك.
أجبرت سيول وادي الضبعان في منطقة تبوك، سكان حي الرويعيات (الواقع في مجرى الوادي) على ترك منازلهم بحثا عن الأمان، وذلك بعد أن داهمتها المياه القوية وتكبيدهم خسائر مادية كبيرة. وقال المواطن متعب علوش (ترك منزله في الحي): إنه يسكن في الحي منذ 13 عاما، وطيلة تلك المدة لم تجر مياه الوادي، حتى فاجأتنا المياه أمس داخل بيوتنا، ما أجبرنا على حمل ما خف وزنه وغلا ثمنه والرحيل عن الحي؛ بحثا عن مكان أكثر أمنا. ويشير علوش إلى أنه تكبد خسائر قدرت بأكثر من 160 ألف ريال تكلفة شراء أرض، ليبني عليها منزله الشعبي، معتبرا السيول فرصة للمطالبة بتحسين الخدمات التي يحتاجها حيهم، من نظافة وسفلتة شوارع وبنية تحتية متكاملة. ويقول المواطن لافي الرشيدي (ساكن) إنه يقطن في حي الرويعيات منذ أربع سنوات، كان خلالها يعيش بهدوء إلى أن داهمتنا سيول وادي الضبعان وأجبرتنا على ترك المنزل الذي كلفه بحدود 100 ألف ريال، بحثا عن منزل أكثر أمنا في أحياء أخرى. وأشار الرشيدي إلى أن جهات حكومية سارعت لتأمين مساكن مؤقتة لأهالي الحي، معربا في الوقت نفسه عن أمله وسكان الحي في توفير الخدمات لهم لضمان استقرارهم. وتؤكد المواطنة فاطمة أحمد (ساكنة تركت منزلها) أن أسرتها تسكن في الحي منذ نحو عشرة أعوام وكلفهم شراء وبناء منزلهم الشعبي ما يزيد على 80 ألف ريال، إلا أن السيول غمرته ولم يعد مكانا آمنا للسكن، كما أنه لا يوجد لديهم موقع آخر يلجأون إليه ويحميهم من السيول. إلى ذلك، بدأت لجنة مكونة من الدفاع المدني ووزارة المالية البارحة الأولى في استقبال أكثر من 150 طلبا لمواطنين تضررت منازلهم جراء السيول التي ضربت منطقة تبوك ومحافظاتها ومراكزها وقراها. ووقفت اللجنة أمس، ميدانيا على المنازل المتضررة، وأسكنت عددا من الأسر والأفراد في مساكن آمنة وشقق مفروشة بعيدة عن مخاطر السيول.
أحمد حبيب الوجه
دمرت الأمطار الغزيرة التي هطلت صباح أمس، عددا من المواقع التاريخية القديمة في محافظة الوجه. وكشف مدير الآثار في المحافظه إبراهيم خليل الشريف، أن من بين المواقع التي دمرتها الأمطار ما يعرف ب «الصهريج التاريخي»، الذي كان يسقي أبناء المحافظة قديما، مشيرا إلى أن ندرة الصيانة أضعفت البنية فيه وأصبح عرضة للنسيان. وطالب الشريف الهيئة العليا للسياحة والآثار بسرعة إنقاذ الموقع من الدمار، الذي لا بد من إضافته للمواقع التاريخية في الوجه، معتبرا إياه رمزا تاريخيا وأثريا صعب الاستهان به، خصوصا لما يتمتع به من موقع جمالي وتقديره كقيمة أثرية من أبناء المحافظة. من جانبه، أكد رئيس المجلس البلدي في محافظة الوجه وجود دراسة شاملة للمواقع الأثرية والتاريخية في المحافظة وسترفع عقب الانتهاء منها إلى الجهات المختصة، مشيرا إلى أنها (الدراسة) تهدف إلى الحفاظ على تلك المواقع من الانهيار، إذ توجد قلاع تاريخية ومنازل قديمة مثل البلد القديم الذي يزوره السياح على مدار العام. وطالب سكان محافظة الوجه، ومنهم محمد السحلي وإبراهيم العبد الله ومحمد المنصور، المسؤولين بمزيد من الاهتمام بآثار المحافظة، وأن يتم تسجيلها لدى الهيئة العليا للسياحة، خصوصا الميناء القديم الذي كان يخدم الحجيج سابقا.
أنقذت فرقة من الدفاع المدني في منطقة تبوك النقيب محيلان العنزي، من الغرق أثناء تأدية واجبه في إنقاذ أسرة احتجزتها السيول، ونقلته فرقة من الهلال الأحمر إلى مستشفى الملك خالد المدني، حيث اطمأن عليه مدير الدفاع المدني في المنطقة اللواء سليمان الحويطي وزاره في المستشفى. من جهة أخرى، أكد مدير الهلال الأحمر في منطقة تبوك حسين بن غالب البلوي أن فرق الإسعاف باشرت أمس تسع حوادث داخل تبوك، كما باشرت ست فرق صباح أمس، حادث انقلاب لسيارة أسرة مؤلفة من سبعة أفراد على طريق ضباء ونقلوا إلى المستشفيات لتلقي العلاج. وأفاد البلوي أن غرفة العمليات في الهلال الأحمر تتلقى يوميا بلاغات عن احتجازات في بعض الأحياء التي داهمتها السيول وتعمل طواقم الهلال الأحمر بالتعاون مع الجهات في مساعدة المواطنين.