اشتركت الأمطار الغزيرة التي هطلت البارحة الأولى على منطقة تبوك، مع رداءة شبكات الصرف السطحية «نتيجة انعدام صيانتها» -على حد قول المواطنين وعدد من المسؤولين- في إحالة شوارع المدينة إلى بحيرات كبيرة أغرقت السيارات والأرصفة والأدوار الأولى من عمائر سكنية. وأجمع سكان المنطقة على أن الأوضاع الحالية لشوارع منطقتهم تنذر بكارثة، في ظل الأمطار الكثيفة وجريان العديد من الأودية التي لم تشهدها المنطقة منذ عقود، بالإضافة إلى سوء أداء شبكات التصريف السطحية، التي لم تخضع لعمليات صيانة منذ سنين. وقال المواطن خلف العنزي (من سكان حي المروج): إن الشارع الذي يفصل الحي (الذي يسكنه) عن حي الورود تحول في أقل من ساعات إلى بحيرة كبيرة، بات من الصعب اجتيازها، ما أجبر المرور والدفاع المدني على تحويل مسار المركبات إلى شوارع أخرى تفاديا للمياه المتجمعة في الشارع. وأفاد أنه لم يتمكن أمس من الوصول إلى مدارس أبنائه، مطالبا الجهات المختصة بتشكيل لجنة تحقيق في مشاريع الصرف التي كلفت الدولة مئات الملايين ولم توفر الخدمة المطلوبة منها، إذ تتكرر معاناتهم في كل موسم أمطار. ويشير المواطن إبراهيم البلوي (من سكان حي النهضة)، إلى أن شوارع تبوك الرئيسية والحيوية تحولت إلى بحيرات ومستنقعات مياه؛ نتيجة مشاريع الصرف المتهالكة التي فاقمت من المعاناة وحرمت الموظفين من الوصول إلى مقار عملهم والطلاب إلى مدارسهم، ما اضطر الجميع للغياب. وأشار البلوي إلى أنه راجع الأمانة قبل أسبوع من أجل مشكلة مشاريع الصرف السطحية الواقعة في حيّه، ولم يتمكن من الوصول للمسؤولين دون أن يعرف السبب، مطالبا بتشكيل لجنة تحقيق مماثلة للتي أمر بتشكيلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، للتحقيق في كارثة سيول جدة. ولفت المواطن محمد عودة (من سكان حي الورود)، إلى أن مواسم الأمطار أصبحت تؤرق سكان تبوك نتيجة المشاريع الرديئة لشبكات الصرف السطحية، رغم ما صرف عليها من ملايين الريالات، مطالبا بتحميل مسؤولي الأمانة مسؤولية ما يحدث من مشاكل عند كل موسم هطول أمطار، إذ تغلق أمامهم الشوارع نتيجة تكون بحيرات من المياه يصعب اجتيازها. من جانبه، أكد ل «عكاظ» رئيس المجلس البلدي في تبوك جمال الفاخري، أنه وأعضاء المجلس تحركوا ميدانيا أمس، على المواقع التي تجمعت فيها المياه، بالإضافة إلى مجاري الأودية. فيما أكد مدير الهلال الأحمر في المنطقة حسين البلوي، أن إدارته وضعت خطة طوارئ لتجهيز وإدارة 53 فرقة إنقاذ وإسعاف، بالإضافة إلى التنسيق مع إدارة الدفاع المدني للعمل على إنقاذ ونقل المحتجزين جراء السيول الكثيفة، مبينا أن غرفة العمليات تلقت بلاغات عدة عن احتجاز. بدوره، أشار مدير عام المرور في منطقة تبوك العقيد محمد بن علي النجار، إلى أن غزارة الأمطار والسيول اضطرتهم لإغلاق طرق الخريطة، تبوك شرما، تبوك البديعة، بالإضافة إلى نشر 48 دورية داخل تبوك وعلى مداخلها لتحويل مسار السير عن الشوارع التي تحولت إلى بحيرات وارتفع فيها منسوب المياه. وبحسب مدير المرور، فإن الإدارة دفعت بضباط وأفراد السير والحركة إلى الميدان لتنظيم حركة السير وتقديم الخدمات اللازمة لقائدي المركبات والمواطنين، كما نسقت الإدارة مع جامعة تبوك لإخلاء 300 طالبة من كليات البنات دون وقوع إصابات وتوفير أقصى درجات الأمان للمواطنين والمقيمين بالتنسيق مع إدارة الطرق والنقل. عبد الله العريفج الرياض، عبد الرحمن الشمراني، عطا الله المرواني، محمد الساعد، أحمد العطوي، محمد التويجري تبوك أبلغ «عكاظ» صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبد العزيز أمير منطقة تبوك، أن الأوضاع في المنطقة مستقرة؛ جراء السيول التي تعرضت لها فجر أمس، وقال في اتصال هاتفي «أبشركم أن الأوضاع مستقرة، والقطاعات الحكومية قامت بواجبها على النحو المطلوب، وليس هناك ما يدعو للقلق والأمور تسير بشكل اعتيادي». وأكد ل «عكاظ» مدير الدفاع المدني في المنطقة اللواء سليمان الحويطي أن الأمير فهد بن سلطان كان على اتصال مباشر معه لمتابعة الأوضاع أولا بأول، كما تابع عمليات الإنقاذ البرية والجوية، مشيرا إلى أن الدفاع المدني استعان بالطيران العمودي لإنقاذ محتجزين من الأمطار في عدد من المناطق. وأكد اللواء الحويطي أن فرق الدفاع المدني أنقذت 70 محتجزا في محافظة ضباء، جراء السيول القوية التي تدفقت وجرفت 80 في المائة من استراحات ومزارع وادي ضحكان في ضباء، فيما يواصل الطيران العمودي عمليات الإنقاذ في الوادي والمواقع التي شهدت أمطارا غزيرة، إذ سجلت في الوجه حالتي احتجاز وأنقذا. ويشير مدير الدفاع المدني إلى أن أودية ضحكان والغال والصفرا، كانت الأكثر تدفقا بمياه السيول، إذ تجري فيها معظم عمليات الإنقاذ والبحث عن محتجزين، مؤكدا في المقابل تجاهل الأهالي من تحذيرات الدفاع المدني المتكررة، والتي كان آخرها أمس الأول، وقال: حذرنا مرارا من السكن في مواقع الأودية الخطرة، كما استخدمنا مكبرات صوت في عمليات التحذير قبل بدء هطول الأمطار على ضباء، لكن الكثيرين تجاهلوا تلك التحذيرات، ولم يأخذوها على محمل الجد، موضحا أنهم لو استمعوا للتحذيرات فإنهم ما كانوا بحاجة لمن ينقذهم. وأكد مدير الدفاع المدني في منطقة تبوك أن إدارته خاطبت الجهات المختصة بمخالفة المزراع، التي أقيمت على مناطق خطرة في وادي الضحاك، مشيرا إلى أن أصحاب المزارع يمتلكونها بصكوك شرعية. وتوقع أن تشهد المنطقة خلال الفترة المقبلة أمطارا غزيرة، وذلك بعد أن أعلنت كل من مصر والأردن زيادة معدلات الأمطار لديها بنحو 150 ملليمتر، بالإضافة إلى تقارير مصلحة الأرصاد الجوية، مؤكدا استنفار كل الأجهزة الحكومية لمواجهة أية حادثة، حيث تواصل غرفة العمليات انعقادها برئاسة محافظ ضباء وعضوية جميع القطاعات. من جانبه، أكد ل «عكاظ» الناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني في منطقة تبوك المقدم ممدوح بن سليمان العنزي، أن فرق الإنقاذ اضطرت للجوء إلى الطيران العمودي في عمليات إنقاذ محتجزي السيول، نتيجة عدم تمكن السيارات والفرق البرية من الوصول إلى عدد من المواقع. وقال العنزي: إن مديرية الدفاع المدني استعدت لمواجة الأمطار والسيول قبل حدوثها بنحو 48 ساعة، وتحديدا منذ اللحظة التي وردت فيها تحذيرات الأرصاد بتعرض المنطقة لمنخفض جوي سيؤدي لهطول أمطار غزيرة، تتدفق بسببها السيول في أودية المنطقة. وأفاد الناطق الإعلامي في المنطقة أن إدارته وضعت خطة طوارئ واضحة ويجري تنفيذها حاليا، مبينا أن محافظات حقل، البدع، وضباء التابعة لمنطقة تبوك تعرضت عند منتصف ليل أمس الأول لأمطار غزيرة امتدت إلى مدينة تبوك، ولم تشهدها المنطقة منذ سنوات طويلة. وبين المقدم العنزي، أن فرق الدفاع المدني نقلت نحو 27 ممن كانوا محتجزين في سيول أودية ضباء، إلى مستشفى ضباء العام نتيجة الإعياء والبرد الشديدين، كما جرى إجلاء 20 آخرين، فيما باشرت فرقتا إطفاء حريقا اندلع في أحد مستودعات ضباء، وأخمدته قبل انتقاله إلى مواقع أخرى. وبحسب الناطق الإعلامي فإن فرق الإنقاذ انتشلت أسرة احتجزتها سيول وادي شقري، كما أجليت ثلاث أسر احتجزتهم السيول في العيينة، إذ انتقلت لهم فرقتان من مركز البئر وأجلتهم بأمان، بالإضافة إلى إنقاذ خمسة أشخاص احتجزتهم الأمطار والسيول في المزارع المجاورة لمحافظة الوجه. محمد الساعد تبوك بحث المجلس البلدي في منطقة تبوك خطة أمانة المنطقة في مواجهة الكوارث الطبيعية والسيول وكيفية الاستعدادات لمواجهة الأضرار المحتملة من الكوارث. وسجل رئيس وأعضاء المجلس البلدي في اجتماعهم الذي عقدوه في مقر أمانة المنطقة البارحة الأولى العديد من الملاحظات المتعلقة بمخاطر السيول وأوصى بإحالتها إلى الأقسام المتخصصة في الأمانة. واطلع المجلس على عرض مقدم من أمانة المنطقة عن الأحياء الجنوبية وما أنجزته من مشاريع سفلتة وأعمال صيانة للشوارع، ومشاريع إنارة الشوارع وتحسين أعمال النظافة من إضافة عمال وبراميل بلاستيكية وحاويات. كذلك ناقش المجلس تقريرا أعده قسم الاستثمار واتفق على عقد لقاء بين استشاري الاستثمار ولجنة الاستثمار في المجلس لمناقشة الملاحظات التي أبداها المجلس البلدي. واطلع المجلس على شكاوى مواطنين وطلباتهم للخدمات وأوصى المجلس بأن تحال هذه الطلبات للأقسام المختصة بالأمانة لدراسة هذه الطلبات وإدراجها ضمن مشاريع الأمانة. ورحب رئيس المجلس البلدي وأعضاء المجلس بالعضو الجديد علي صالح زبن البلوي، الذي صدر قرار تعيينه بقرار وزير الشؤون البلدية والقروية. رامي السليماني، محمد الدقعي جدة تعرضت محافظة جدة أمس، إلى موجة كثيفة من الغبار والأتربة، ما أدى إلى تدني مستوى الرؤية في الطرقات الرئيسية والشوارع الداخلية في مختلف مناطق المحافظة، وشهد طريق الحرمين ازدحاما شديداً ما عرقل الحركة المرورية على جسر الخير «الميناء» بينما غطى الغبار المصحوب بتيارات هوائية قوية معظم الأحياء الداخلية والمخططات السكنية، ونتج عنه حوادث مرورية متفاوتة الدرجات تمت معالجتها على الفور. وكثفت دوريات المرور تواجدها على الطرقات العامة والرئيسية لتنظيم حركة السير تحسباً لوقوع الحوادث، وأجبرت كثافة الأتربة المتصاعدة في الهواء بعض السائقين للتوقف في المحطات العامة على أمل تحسن الرؤية، ما دفع شركة الكهرباء إلى تشغيل الإنارة في طريق المدينة باتجاهيه بسبب انعدام الرؤية الأفقية. وأوضح المتحدث الرسمي للرئاسة العامة للأرصاد حسين القحطاني، أن الفرصة مهيأة لهطول أمطار رعدية متوسطة إلى غزيرة يسبقها نشاط في الرياح السطحية تتراوح بين 50 70 كم / ساعة في مناطق شمال المملكة تشمل تبوك، الجوف والحدود الشمالية حتى الأجزاء الجنوبية من منطقة حائل وتمتد إلى منطقة المدينةالمنورة والسواحل المحاذية لها، تشمل الأجزاء الواقعة ما بين ينبع ورابغ ومنطقة مكةالمكرمة، ويطرأ إثرها انخفاض ملموس في درجات الحرارة على تلك المناطق. يذكر أن محافظة جدة ما زالت تعيش هاجس هطول الأمطار ما دفع بعض الأهالي إلى الخروج من أعمالهم صباح أمس، والتوجه إلى منازلهم إثر تسرب المعلومات عن هطول أمطار غزيرة في كل من تبوكوضباء وأدت إلى كوارث توازي كارثة سيول الأربعاء الأسود في جدة الشهر الماضي.