شارك الناقدان الدكتور سعد البازعي والدكتور معجب العدواني أخيرا في ندوة «الرواية العربية والنقد» التي دعت إليها الدار العربية للعلوم في بيروت. ورأى البازعي في جلسة «حين تتأمل الرواية ذاتها»، أنه يمكن وصف عصرنا الحديث بانه عصر النقد، «لأن النقد ببساطة يعني احتداد الوعي بالمنتج الثقافي، أو تزايد المد العقلاني بشكل خاص وتأثيره على الأدب إنتاجا وتلقيا». وأجرى العدواني عبر ورقته «المنجز الروائي العربي في ضوء التناص» تشريحا وافيا لمفهوم التناص الأدبي وتداخلاته مع السرقة الأدبية، وقال: «وبعد شيوع مفهوم التناص في النقد الأدبي الحديث أضحت الرواية العربية متنا مناسبا لفحصه ودراسته». وعقدت الندوة ضمن احتفاليات بيروت عاصمة عالمية للكتاب، تحت رعاية رئيس الحكومة سعد الحريري، وبالتعاون مع وزارة الثقافة اللبنانية. وتوزعت أعمالها على أربع جلسات، الأولى «زمن الرواية بوصفه مفهوما لتحولات الأنواع الأدبية»، حيث حاضر فيها الدكتور حسين حمودة من مصر، وحاضرت الدكتورة شهلا العجيلي من سورية، عن «الرواية العربية من هوية النوع إلى هوية الثقافة». أما الدكتور مصطفى الكيلاني من تونس، فسأل: «هل حقق النقد الروائي العربي إضافة معرفية في الدراسات السردية العالمية أم هي ثقافة النقل عامة في مختلف التناول البحثي الإنساني؟». واعتبر أن فهم الظاهرة الروائية العربية يستدعي تحديد ما أنجز ووضع خريطة لكل من إبداع الرواية والنقد ومراجعة الثوابت المرجعية شبه الجامدة في نقد الرواية. وقدم الدكتور سعيد بوطاجين من الجزائر، في الجلسة الثانية «التيارات النظرية وحضورها في نقد الرواية» ورقة تناولت «المقاربات السردية»، شدد فيها على أن «النقد السردي بحاجة إلى مراجعة منطلقاته وأهدافه، كما أن الرواية بحاجة إلى أن تعرف نفسها وشكلها وتفاصيلها بالالتفات إلى الجهود النقدية ولو قليلا جدا». وتناول الدكتور فيصل دراج من فلسطين «المقدمات الأولى للنقد العربي بدايات القرن العشرين». وشهدت الجلسة الثالثة «التيارات النظرية وحضورها في نقد الرواية» ورقة للدكتور عبد اللطيف محفوظ من المغرب عن «خصوصيات النقد السينمائي للرواية في المغرب». أما الدكتور فخري صالح من الأردن، فقال تحت عنوان «الرواية العربية الآن جدل النقد والكتابة»: «تبدو الرواية في هذه الحقبة من تاريخ البشرية الشكل الإبداعي الأكثر حضورا الأكثر مقروئية وانتشارا، والأهم من ذلك كله أن النوع الروائي يختصر أشكالا وفنونا عديدة». ورأى الدكتور نادر كاظم من البحرين في ورقته «النقد والأزمة»، أننا «أمام نقد مغرق في نصوصيته الشكلانية واللعبية ومهتم بصورة كلية بتحليل نصوص تتنافس معه بل تزايد عليه في شكلانيتها المغلقة وحديثها النرجسي واللعوب عن ذاتها». أما الجلسة الرابعة «حين تتأمل الرواية ذاتها»، فقال فيها الدكتور لطيف زيتوني من لبنان: «عندما تتأمل الرواية ذاتها في مرآة النقد تنظر إلى نفسها بعيني الآخر، بعيني القارئ، فتتحول من سرد الحكاية إلى الحكي عن السرد ويتحول السرد إلى سرد نقدي». أما الروائي السوري نبيل سليمان فتناول تجربة الكتابة الروائية من خلال روايته «مجاز العشق» الصادرة عام 1998.