الاختناقات المرورية الشديدة والازدحام الكبير في شوارع الرياضوجدة أصبح يشغل الحديث في مجالسنا، ووصل حدا نشعر أمامه فعلا أن النقل العام آن الأوان لتفعيله وتحقيقه. وإذا كان هناك اهتمام كبير بإيجاد الأنفاق والجسور؛ تخفيفا لحركة السير وتنفيذ العديد منها في الرياضوجدة، إلا أن هذا التوجه وهو مهم ومطلوب قد لا يكفي أمام الاتساع العمراني وازدياد الكثافة السكانية في هاتين المدينتين، وهو ما يدفعني إلى القول إن النقل العام أصبح ضرورة ومطلبا هاما. في لندن مثلا وفي غيرها من المدن الأوروبية والأمريكية، نشاهد وسائل النقل العام من قاطرات تحت الأرض وحافلات فوق الأرض تنقل الناس بكل سهولة وانسيابية، وفي صورة يتساوى فيها الأغنياء والفقراء والكبار والصغار والموظفون والعاملون، والكثير منهم يتركون سياراتهم الخاصة ويستخدمون النقل العام في ساعات الازدحام والذروة المرورية.. يساعدهم في ذلك توفير هذا النقل بصورة جميلة ونظيفة ومريحة. وإذا كان بعض الناس يرى في استخدام النقل العام في بلادنا تقليلا من مكانة وانتقاصا من قدر، فإنهم مخطئون، وعلينا أن نتجاوز هذا الشعور، ونضع أمامنا توجها أن النقل العام أيسر لنا وأسهل لتحقيق مشاورينا الحياتية.. نقضي به حوائجنا بسرعة وراحة تامة بعيدا عن الأعصاب المشدودة في حركة مرور شديدة الكثافة وبطيئة السير. وقد يقال إن النقل العام موجود من خلال النقل الجماعي وحافلات صغيرة في بعض الشوارع، وهنا أعترف أن النقل الجماعي نجح بين المدن وبين بلادنا ودول مجاورة لكنه يحتاج إلى تفعيل أكثر داخل المدن، وهذا يتطلب مزيدا من حافلات نظيفة ومريحة.. تتوفر في كل الشوارع ومعها مواقف لمستخدمي الحافلات، وأن تسعى الشركة لتوفير مسار خاص لحافلاتها بالتفاهم مع إدارات المرور لنضمن لهذه الحافلات حركة السير السريعة، مع توفير وسائل النظافة والصيانة والتعامل الجيد. النقل العام فعلا أصبح ضرورة، وليتنا نفكر قطاعا خاصا وحكوميا في تحقيقه، وهو سيكون بلا شك حلا فاعلا لمشكلة الازدحام والاختناق المروري. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 163 مسافة ثم الرسالة