عندما يعنون رجل يبلغ من العمر(24 عاما )بريده الإلكتروني بكلمة «تكفين» وهو يعلم أن كلمة «تكفا» تهز رجال، ماذا ينتظر القارئ «محمد» مني..؟!بعض القراء يهدون إلينا غصة وشعورا بالعجز وقلة الحيلة وسؤالا ملحا، هل انعدام الملاذ أمام «ثروة وشباب هذه الأمة» أوصلهم إلى تصور أن كتاب الصحف لأنهم يتطرقون إلى الشأن العام فبالإمكان ان يتحولوا إلى عرضحلجية..؟والعرضحلجيون هم «كتاب معاريض تتناول معاناة الناس تقدم إلى من يهمه الأمر». أطرح هذا السؤال بعد تلقي رسالة قارئ رمز لنفسه ب «محمد» يطلب مني كتابة معروض يفيد بعجزه عن سداد قرض يعاني من أقساطه، وبدوره ينوي توجيهه لأكثر من فاعل خير على أمل دعمه بعد شرح أوضاعه انطلاقا من كونه يسكن منزلا شعبيا، وبتعيينه وحصوله على أول راتب اقترض مبلغا من المال لتوسعة منزل يقطنه 13 فردا من أسرته. يقول محمد إن القرض، وقسط السيارة يلتهم الراتب، وانتهى عام من أصل خمسة أعوام وهو ينتظر أربعة أعوام أخرى من نزيف الأقساط، وخطب وعقد القران ليكمل نصف دينه في ظل هذه الأزمات المتلاحقة..! إن أقوى مبررات نشري لطلب هذا الشاب تكمن في كونه كما عرف بنفسه يعمل عملا حكوميا في مهنة حساسة تستدعي الالتفات إلى فئته والارتقاء بأحوالها، إلى جانب أنه إنسان وبدلا من أن يفرح الشبان بالزواج والإقبال على الحياة من غير المنصف أن تشيب شعورهم فقرا وعوزا واحتياجا. ربما يجسد محمد قصة جيل من أبناء الطبقة المطحونة التي تكالبت عليها هزائم سوق الأسهم، والغلاء المعيشي، وغول القروض البنكية، وهو من سكان المنكوبة جدة والتي أصبحت «أرض الشدة والشدة»..! لماذا عندما يكون الشاب ملتزما باحثا عن الزواج مساهما في دعم أسرته لا يجد تشجيعا ومساندة، طلبات محمد متواضعة، وإلى جانب طلب المعروض يود الدعاء له بالفرج وأن يستطيع التوفيق بين قسط البنك ومصروفات العائلة وإتمام الزواج براتب شهري، فهمت أن البنك يقتطع منه 2582 ريالا ..! إنني أعتذر من القارئ الكريم عن كتابة المعروض لأنني لا أمتلك خبرة في هذا المجال ولا أقبل على أبناء وطني التسول من المحسنين بأسلوب المعاريض على الأقل لن أشارك في تسهيل ذلك، وأتصور أن إعادة صياغة خارطته الحياتية وخططه بعد اللجوء إلى خبير في إدارة الموارد المالية ربما يكون هو الحل والتوقف لمدة عام عن فكرة الزواج حتى لا يزيد الطين بلة، وسؤالي للمجتمع أين تقاليدنا الجميلة وفكرة «العانية» التي تقدم للعرسان وتجسد التكافل الاجتماعي بين الناس ولا تريق ماء الوجه، أين وزارتا التخطيط والشؤون الاجتماعية وغيرهما عن هذه الشريحة من الشبان..؟ [email protected] للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبد أ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة