تجاوز الإنترنت كونه وسيلة بحثية علمية فقط إلى الارتباط بحياة الناس السلوكية والمعيشية الجديدة، فمع الانفتاح الهائل الذي نشهده اليوم تغيرت الثقافات وتبدلت الأفكار وانفتحت المجتمعات لحد أن إحدى مستخدمات الإنترنت قالت في معرض حديثها عن الشبكة والزواج التقليدي «على أعتاب بوابتها سأتزوج، وأبحر في عالمها العنكبوتي؛ لاستقر على شواطئ قربه، حيث هناك سأجد شريكي الذي أحلم به، ولن أرضخ لعادات مجتمعي، سئمت تقاليدنا العتيدة»، وهي واحدة من شريحة الفتيات الذين قمن باستطلاع آرائهن حول هذا الموضوع، إضافة للشباب فجاءت آراؤهم كالتالي: بداية أبدت عهود. ب (23 عاما) إعجابها بتلك الوسيلة قائلة جميل أن يرتبط الإنسان عن حب، خاصة إن كانت نيتهما خالصة لله، والأهم من ذلك هو استمرار هذا الحب بأن يكون قائما على الصراحة والوضوح وعدم إخفاء أي أمر قد يوقع كارثة كبيرة فيما بعد، وعن الشك بين الزوجين أجابت «الأنثى بمقدورها أن تزيل هذا الأمر تماما أولا بنيتها الصادقة، إضافة إلى إعطاء الزوج الثقة التامة كأن تكون أمورها الخاصة كالجوال أو ما شابهه في متناول يده .. حتى يعلم بصدقها». انغلاق المجتمع أما ريم (25 عاما) فهي تعارض تلك الوسيلة في الوقت الحاضر بحجة أن «مجتمعنا لم ينفتح الانفتاح الذي يؤهله قبول تلك الطريقة»، ولو حصل تتابع فسيكون هناك شك من قبل المرأة مقابل غيرة شديدة من الرجل. خطابة إلكترونية «الإنترنت هو بمثابة خطابة إلكترونية» هذا ما أطلقته خلود. أ. ب (21 عاما) وأردفت قائلة: هو طريقة جديدة إذا ما تقبله المجتمع وأثبت نجاحا فيه، ولا فرق بينه وبين الخطابة، فما دامت الطريقة مشروعة فلا مانع من تجربتها، ولكن أهم مايجب توافره فيها هو الوضوح والصراحة والجدية .. أما عاداتنا فستتغير يوما ويصبح الإنترنت من أولى طرق الزواج فيها.. وتوافقها الرأي رؤى (23 عاما). مستحيل أقبل بينما ياسمين ياسين (22 عاما) تعارض رأي سابقاتها وترى أن الواقع الإلكتروني مختلف تماما عن الحياة التي نعيشها؛ لأنه يبني على استنتاجات غير دقيقة، وتضيف «لا أستطيع تقبل فكرة تكوين أسرة وحياة من واقع افتراضي». وحول ذلك توافقها إيمان (22 عاما) التي عللت وجهة نظرها بفقدان المصداقية واختفاء الحقيقة، مؤكدة أنه «لو نضمن مصداقية كل شاب وفتاة .. وتقبل المجتمع لها لكانت من أنجع الوسائل». وبذات الرأي قالت أنهار (22 عاما ): «مادام أهلي يرفضون تلك التقنية فلا استطيع أن أخالفهم، إضافة إلى عدم ثقتي بأحد مهما كانت مصداقيتهم»، إلا أنها ترى أن الأمر «في النهاية حرية شخصية». تعددية الطرق خديجة (23 عاما) من جهتها، اعتبرت الزواج عبر الإنترنت أصبح واحدا من طرق الزواج المتعددة، معتبرة «أن نجاح الزواج لايتوقف على الطريقة وإنما هو توفيق من الله أولا وأخيرا»، وحول ما إذا كانت توافق عليه لشخصها قالت «أما عني فلا أراه مناسبا لأنني لست من مؤيدي التعمق في التعارف عبر الإنترنت؛ لأنه عالم يخفي من الحقيقة بالقدر الذي يظهر وقد يكون أكثر». الحب قبل الملكة وفي الجانب المقابل يؤكد الشاب أحمد عبد الله (20 عاما) أن الشباب يحكمون على مثل هذه الأمور من طريقة التعارف أولا، بمعنى هل هي مصادفة أم قرابة انتهى بها المطاف إلى الإنترنت؛ فإذا ما انتهت بدون زواج فستكون حتما مجرد إشباع عاطفي وبحث عن الحنان، وعن تأييده لذلك من عدمه أجاب «أؤيده في حال كان هناك صلة قبله ليبدأ التعارف أكثر عن طريق الإنترنت، فلن ننتظر أن يأتي الحب بعد الملكة»، ويتابع «إلا أنني أعارضه إذا ما كان مصادفة، فتعيش الفتاة وهم حب كاذب؛ كون الشاب يستطيع أن يخدعها بكلامه المعسول».. بيد أن أحمد يعود لتأكيد وجود نجاحات بقوله «ولا أنكر نجاح علاقات كهذه.. إلا أنها بسيطة». نظرة شرعية عبد الكريم (27 عاما) يعتبر أن علاقة الزواج تنبني عليها الأبناء والتربية، لذلك يجب أن يكون الاختيار مبنيا على أسس متقاربة من جميع النواحي الفكرية والعقلية، إضافة للدين، متابعا ويجب أن يكون اختيارا متبادلا، فالإنترنت يتيح لنا تبادل الحوار مع الطرف الآخر ومن ثم معرفة سلوكه ومدى تقاربه الفكري ليتدخل الأهل لإتمام الموضوع بشكله التقليدي، ويستدرك عبد الكريم بقوله «والأهم من ذلك أن تكون العلاقة عفيفة محترمة صادقة، ولا أحبذ طول الفترة حتى لا ينحرف الهدف ويصبح مجرد تسلية».