بعض الأحداث أحيانا تأتي على طبق من «هلل»، وتعطي فرصة لكشف السلوك الاجتماعي العام من خلال تعامل عامة الناس مع الحدث وردود أفعالهم تجاهه، لذلك.. لا أعتقد أني المصدوم الوحيد من عرض «شكرا» الذي دفع بعض المستفيدين إلى فتح خطوطهم وإمطارنا بوابل رسائل SMS، فقط لأن الرسائل ب «بلاش». نسبة كبيرة منا تعايش هذا «الهطل» اليومي المزعج لعالم «فاضية» و«منتقمة»، تستيقظ متفاجئا من نومك على نغمة الرسائل في هاتفك، فتقرأ «ما عندي شي.. بس الرسائل ببلاش»، وفجأة تتحول الفئة التي يؤرقها المعاش اليومي وقضايا البطالة والاستهلاك والتعليم والصحة والواسطة إلى فئة «نكتية» متجاوزة عجنها وطحنها وضربها حول القضايا في السابق إلى الوقوف في «نمرة»: فيه واحد محشش.. وسمعني أحلى سلام، يعني باختصار: ربع ريال قيمة الرسالة الواحدة قلبت كيانهم من منافحين إلى «هشك بشك»!. الجانب التهكمي الآخر في الحدث: استقبال رسائل من أرقام لأول مرة تظهر على أجهزتنا، الأمر الذي يعطي عدة تفسيرات: إما المرسل غلطان، أو حاط عينه، أو يريد الانتقام.. وتكرار الإرسال يعطي مساحة واسعة لتغليب رغبة الانتقام على بقية الرغبات، وفعليا هناك نبرة مرتفعة يشوبها الحنق تدعو إلى الاستفادة غير المشروطة من عرض الرسائل نكاية بما مس بعض العملاء من ضر، وأصبح الانتقام في نظرهم مشروعا ولو على حساب راحة بال وهدوء الآخرين. في المقابل نشطت رسائل «انشر تؤجر»، لكنها ذيلت هذه المرة بزيادة: استغل الفرصة وانشر الخير فالرسائل ببلاش، ولا أدري أين كتيبة المحتسبين يوم كانت الرسالة بربع الريال فقط، ألم يقل المولى عز وجل «لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون»!؟، ويوم غاب الإنفاق بادرتم برسائلكم وظهرت رسائل الإرشاد والحث ووقعتم عن رب العالمين بشعاركم «انشر تؤجر» لأنه فقط ب«بلاش»!. الجهة مانحة العرض توقعت في تقديري وجود حالات من الاستخدام غير المتزن مع عرضها، ولعلها تريد أن يزيد الناس في ذلك مستفيدة من اعتيادهم على كتابة وإرسال الرسائل واستمرار هذه الحالة ولو بنسبة 5 في المائة بعد انتهاء شهر العرض، وتنتشر حمى SMS في الأوساط بعد انحسار حمى «البلاك بيري».. وكلي أمل ورجاء أن ينقضي هذا الشهر بأسرع مما سبق لأن راحتنا أقلقت من أصحاب «الوجه الوسيع» ورسائلهم، خفوا علينا شوي. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 128 مسافة ثم الرسالة