من روح الدعابة إلى نشر الشائعات إلى الأدعية مرورا ببعض المعلومات العامة ازدهرت الهواتف الجوالة بالرسائل. واستحوذت النكت على نصيب الأسد من هذه الرسائل خصوصا بين فئة الشباب، فيما تبادل الكبار رسائل الأدعية والنصائح التوعوية وحملات الاستغفار، ولم يخل الموضوع من غرائب. وأصبح من المألوف أن تشاهد رجلا أو امرأة وأنت تقف عند إشارة مرور أو في مكان عام ينظر إلى جواله ويقهقه عاليا، وهو ما وصفه البعض بأن الرسائل خففت من ضغوط الحياة اليومية وسط تندر بأن شحن الكهرباء أكثر من الهاتف استجابة لاستهلاك الطاقة المتواصل في الهواتف بسبب سيل الرسائل. ومنذ إطلاق العرض، أصبح من النادر أن تمضي بضع دقائق دون أن تصلك رسالة، حتى أن بعض المشتركين اضطروا إلى تغيير نغمة الرسائل أو تحويل الجهاز إلى الصامت في أوقات العمل أو النوم، فيما قدرت مصادر مطلعة في شركة الاتصالات عدد الرسائل المرسلة من الجوال الواحد ما بين 15 إلى 20 رسالة يوميا، وأكدت أن كل هذا العدد لم يكن متوقعا. وتجلى الحس الفكاهي في غالبية الرسائل وتحولت معها أجهزة الجوالات إلى أجهزة مضحكة، فما يكاد أحدهم يفتح رسالة الجوال حتى يعقبها بابتسامة أو قهقهة، أما الرسائل الفارغة فكان لها وجود في هذا الحراك الفكاهي، ومن بين الرسائل التي انتشرت بشكل واسع رسالة تقول: (عطست.. الحمد لله)، وأخرى تقول: (الآن أثني رجلي اليمنى وأمد اليسرى، فأحببت أن أخبرك بكامل تفاصيل حياتي)، وثالثة: (اليوم الخميس وغدا الجمعة.. انشر تؤجر). وهناك من يروج للشائعات كأن يدعو لزواجه وفي آخر الرسالة يكتب (لا تصدق الرسائل بلاش). ولم يغب عن العرض المجاني تبادل بعض الثقافة الدينية رغم تبديع بعضها من قبل أهل العلم بسبب ربطها بتوقيت محدد، كحملة الاستغفار التي انتشرت أخيرا، إلا أن رسائل النصائح الدينية والإكثار من الاستغفار وكذلك الحث على صيام عاشوراء كانت الأكثر تبادلا. وعزا مراقبون ما يحدث إلى الثقافة الاستهلاكية التي يمارسها أفراد المجتمع خلافا لوقت الفراغ والعمل بمقولة «شي بلاش ربحه بين». وانتقد البعض جهل المتعاملين وعدم الاستفادة من العرض بما يفيد من ابتكارات أو غيرها، خصوصا أن هذا العرض هو من أكبر العروض الإعلانية للشركة.