في الأسبوع الماضي أعلنت الميزانية العامة للمملكة للعام المقبل 1431/1432ه (2010)، وهي موازنة غير عادية من حيث مبلغها الإجمالي وما سوف تؤديه للوطن والمواطن إذا ما تم تنفيذها بدقة تليق بأهدافها ومراميها، وهو ما نتوقعه بإذن الله ثم بهمة القائد الفذ. لقد جرى تداولها في وسائل الإعلام وفي المجالس وفي المنتديات بشكل غير مسبوق، ولعل أكثر من عرضها أو تابع أساليب عرضها كان مندهشا من هذا الحدث المالي المتميز، وبخاصة في وقت كان فيه الانحسار الاقتصادي العالمي الذي لم يسلم منه بلد أو مؤسسة إلا ما ندر. ولست الآن مستعرضا لها ومالك صرفها لأن ذلك معروف لدى المتخصصين والمختصين، لكنني أود أن أشيد بما استهدفت من مصروفات نثرية، وأخرى تأسيسية وثالثة تطويرية ورابعة وخامسة.. إلخ. أما أنا وإن لم أكن متخصصا فإنني كنت متوقعا مثل هذه القفزة؛ لأن كثيرا من المشروعات سبق أن جرى إعلانها قبل اعتماد هذه الميزانية، وتلك المشروعات الضخمة الرائدة لم تكن لتعلن لو لم يكن في ذهن قيادة الوطن أنها جادة كل الجد في الصرف على ما توجهت إلى استحداثه من المشروعات والمؤسسات الرائدة. كما أنني أتوقع أن نظرة ثاقبة للقيادة قد تنبأت بأن الانكماش الاقتصادي سوف يتضاءل في الوقت الذي يجري فيه استخدام هذه المبالغ التي يبلغ العجز المتوقع فيها بما قدر بنحو سبعين مليارا من الريالات، (وهو يعادل أو يزيد على كامل ميزانيات عدد من الدول). ذلك أنه إذا ما نشطت اقتصاديات العالم زاد طلبها على البترول ومشتقاته ومن ثم فإن ذلك سيؤدي بإذن الله إلى انخفاض هذا العجز. الغريب في الموضوع أن المثل القائل: (رضى الناس غاية لا تدرك) قد برز في بعض التعليقات الفردية التي تبحث عن أي خلل متوقع لتجعله معيارا للتقليل من أهمية هذا الحدث أو ذاك. وكان البعض يريد أن يكون له رأي مخالف؛ لأنه يظن أن اتفاقه مع الحدث يقلل من قيمته الشخصية. وأما ما لفت نظر المنصفين فهو ما قاله خادم الحرمين الشريفين رائد التنمية والتطوير، والتلاحم والتكاتف عندما خاطب الوزراء ولفت أنظارهم إلى أن كل وزير ومسؤول سوف يتحمل لوم التقصير في إنجاز المشروعات المناطة بميدان مسؤولية هذا أو ذاك. إن هذا مما يثلج الصدور ويقوي الآمال لكل المواطنين بأن البيروقراطية الحكومية لن تكون عائقا أمام تنفيذ هذه الطموحات التي أعلنتها الدولة في ميزانيتها (أو موازنتها). لقد كان في تجاربنا السابقة أن مبالغ لا يستهان بها تعود إلى صندوق الدولة بسبب التراخي في تنفيذ ما رصد لها من مبالغ في سنوات كثيرة مضت. ومن ثم فإن قائد مسيرتنا استبق الأحداث وطلب من الوزراء والمسؤولين أن يكونوا فاعلين ومفعلين لما خصص لهم من مشروعات يلزم تنفيذها لتتواءم مع أهداف التنمية ومقاصدها. ومن هذا المنطلق ختم خادم الحرمين الشريفين كلمته الموجهة إلى المسؤولين بقوله حفظه الله: (الحمد الله رب العالمين على هذه الميزانية، ولله الحمد فيها الخير والبركة إن شاء الله، المهم عليكم إخواني اتمامها بجد وإخلاص والسرعة، وعدم التهاون في كل شيء يعوقها، لأن هذه أسمعها أنا من الناس وأحسها بنفسي، بعض المشاريع إلى الآن ما بينت، ضائعة لكني آمل منكم الذي يجد تقصيرا من أي أحد، ومنهم وزير المالية أن يخبرني؛ لأنه لا يوجد تقصير أبداً أبداً، واللوم إذا جاء يجيء على الوزير فقط). إننا نعرف أبا متعب ونعرف عنه الصراحة والشفافية والصدق والانضباط، وهذا ما يجعلنا نجزم أن ردود الفعل سوف سوف تحجم تأثير البيروقراطية على تفعيل الأداء الحكومي، ومن ثم ستكون النتائج فاعلة ومنتجة. بارك الله فيكم يا مليكنا، وبارك لكم ولنا في أعوانكم، وسدد خطى الجميع. فسيروا على بركة الله يا والد الجميع. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 112 مسافة ثم الرسالة