دعت الشؤون الصحية في جدة ممثلة في الطب الوقائي أمس، وللمرة الثانية خلال 30 يوما، الأمانة إلى سرعة سحب المستنقعات من أحياء وميادين المحافظة بسبب تزايد أعداد البعوض، وظهور بكتيريا وفطريات جرثومية في المستنقعات. ورفض وكيل أمين جدة للخدمات المهندس علي القحطاني من الرد على استفسارات «عكاظ» عن أسباب عدم سحب المستنقعات والبحيرات المنتشرة في الأحياء، وبالأخص شرقي المحافظة، وطلب تأجيل الحديث إلى وقت آخر. من جهته، أكد مدير الشركة الوطنية للمياه المهندس عبد الله العساف أن المياه الجوفية ليست مسؤولية الشركة بل مسؤولية الأمانة «ونحن نهتم بجميع البلاغات والشكاوى، وطوارئ الشركة لا تتجاهل أي بلاغ مهما كان، وتقدمه إلى المختصين لسرعة التعامل معه». بدورها، أوضحت ل«عكاظ» مصادر طبية أن أعداد البعوض الذي ينتج عن تكاثره الإصابة بمرض الضنك في تزايد وبكميات كبيرة جدا حسب التقارير، وبعد انتهاء فترة الحضانة، حيث ارتفع معدل الإصابة المؤكدة بحمى الضنك إلى 12 إصابة أسبوعيا، بواقع حالة ونصف يوميا. وأرجعت المصادر ارتفاع الإصابات إلى كثرة المستنقعات المائية في الأحياء وانتهاء فترة حضانة البعوض، مؤكدين إشعار الأمانة بارتفاع عدد الإصابات بحمى الضنك وخطورة الوضع، وإنذارهم من تفاقم الوضع. وأكدت مصادر في الشؤون الصحية في جدة اكتمال التجهيزات والاستعدادات الطبية والبشرية للتعامل مع المرض، مشيرة إلى أن عدد الإصابات منذ بداية العام الحالي بحمى الضنك ارتفعت إلى 300 إصابة، منها 100 حالة مؤكدة. وأفاد المصدر بأن دور الصحة توعوي وعلاجي ووقائي للمرض من خلال بث رسائل توعوية للمجتمع عن مرض الضنك، إضافة إلى علاج العوارض، كاشفا عن تعاون مشترك بين فرق الطب الوقائي وأمانة جدة يتم فيها رصد أماكن البعوض المشتبهة، والتوجه مباشرة إلى منزل الأشخاص المصابين، ورش المنزل وسحب عينات من المصابين للمختبر الإقليمي، ووضع مصائد في المنزل لدراسة نوعية البعوض. وأشار المصدر إلى أن انتشار المستنقعات المائية والبحيرات المائية وبقائها على حالها منذ هطول الأمطار الأخيرة والتي لا زالت مغطاة بالأتربة ينذر باستمرار الإصابات بالضنك، وطالب بالتعامل مع المستنقعات بحلول علمية. وتخوف المصدر من المياه الراكدة التي رصدت داخل المنازل والباحات والأماكن العشوائية التي يتم رشها بمبيدات مختلفة، إضافة إلى الأماكن المغلقة وخصوصا التي لا يوجد فيها سكان. وكشفت جولة «عكاظ» على عدد من الأحياء أن عشرات المستنقعات المائية الراكدة لازالت تتربص بمن حولها وكأنها ليست في أجندة عمل الأمانة. ويقول محمد الغامدي من سكان حي قويزة إن مخاوفهم تزداد يوما بعد آخر من انتشار البعوض، موضحا أن الخوف الأكبر يتمثل في أن يؤدي تجاهل هذه المستنقعات إلى وضع قد تفقد معه الأمانة والصحة السيطرة عليه. واستغرب محمد الغامدي بقاء هذه المستنقعات رغم التحذيرات المتكررة من الصحة وشكاوى المواطنين، مضيفا «أصبحت المستنقعات من معالم جدة».